الشهيد العميد ناجي بن ناجي عايض عاش بطلاً وترجل شيهداً
تقف الكلمات عاجزة والعبارات خجولة في تناول مآثر وقصة كفاح وصمود ونضالات البطل العملاق العميد ناجي بن ناجي عايض
في الذكرى الخامسة لاستشهاده رحمه الله .
الذي سطر ملاحم من البطولة والفداء والتضحية وسفر خالد من النضال الوطني المشرق في سبيل الدفاع عن الجمهورية والسيادة الوطنية وحرية وكرامة شعب اليمن العظيم.
خاض المعارك متقدماً الصفوف وقاد ركب الأبطال في خوض غمار معركة متصلة لسنوات عدة عرفته صحاري الجوف ومأرب وقبلها عمران وأرحب وكل ميادين وساحات اليمن،
لقد عاش الشهيد عايض بطلاً وترجل شهيداً
عاش حياة القاده الكبار والعظماء مقاتلاً ومجاهداً بماله ونفسه رحمة الله تعالى تغشاه،
لقد إختتم الشيهد البطل القائد حياته وفاء لوطنه وللمشروع الجمهوري ورفض كل المغريات ،
بمثل هؤلاء تنتصر الجمهورية وتُعمّد التضحيات
وتوضع مداميك النصر، ومقياس التضحية هو أن تقدم كل ما تملك من أجل قناعاتك ومبادئك للانتصار لها.
قبل أن يحمل الشهيد القائد ناجي عايض البندقية في وجه مليشيا الانقلاب، كان هو القائد السياسي المحنك، قائدا مقداماً ومثقفاً فحلاً ووطنياً صادقاً فبين القلم والبندقية رسم الشهيد العميد ناجي عايض خارطة حياته التي عاشها مناضلاً صلباً يتحرك كعقارب الساعة في مختلف ميادين النضال والكرامة.
خمس أعوام على رحيل الشهيد القائد العميد ناجي عايض يؤكد ثمن تضحيه اليمنيين جنداً وقيادة في معركتهم المصيرية التي دفعوا لأجلها قوافل الشهداء، والعمل جاهدين على إستعادة الجمهورية.
لقد جمع الشيخ الراحل والبطل الجمهوري الشيخ ناجي بن ناجي عايض " عليه رحمة الله "كل مآثر البطولة والشجاعة والتضحية، كان الشيهد البطل العميد ناجي بن ناجي عايض بحق رجل المهمات الصعبة، والمنقذ في اللحظات الحاسمة من عرفه عن قرب يدرك ماذا تعني مهابة وجلال القائد العسكري ناجي عايض والذي يجعل كل القادة والضباط مهما علت رتبهم ومناصبهم يبدون في حضرته مجرد تلاميذ أمام تضحياته.
منذان أطلت الإمامة الجديدة بقرونها واجتاحت العاصمة صنعاء انحاز دون تردد للجمهورية ومؤسسة الدولة وانتصر لشرفه العسكري، ومنذ ذلك الوقت لم يخلع بزته العسكرية ولم يضع بندقيته أو يخلد إلى الراحة يوماً، يخطط وينفذ ويعزز ويرفع المعنويات،
كان هو ونخبة من المقاتلين الذين لازموه في المنطقة العسكرية السابعة ،
يعدون كتيبة التعزيز الجاهزة على الدوام ويمكن القول كتيبة ليس بالعدد وإنما بالأثر والإنقاذ .
خمسه أعوام على رحيل القائد ناجي عايض تحمل في طياتها مشروع اليمنيين الوطني الكبير الجامع، والذي دفع لأجله أغلى ما يملك، أنفته واندفاعه وقوة شخصيته ونظافة يده جعلته يواجه الكثير من الصعوبات وكان في لحظة ما يجد نفسه مستبعداً من مواقعه القيادية التي لم يكن يرى فيها أكثر من مترس لأداء مهمته.
كان بإمكان القائد البطل ناجي عائض أن يترك فكرة مقاومة مليشيات الحوثي الإرهابي ويسلك طريقا آخرا متمثلاً في العيش برفاهية مطلقة، ويكفي نفسه المغامرة وأسرته حزن فراقه، وهو الذي لا ينقصه مالاً ولا جاهاً ولا وجاهةً .
إلا أنه أعلى من شأن دينه ووطنه، وفضّل التضحية بأغلى ما يملك الإنسان وهي روحه، فاصطفاه الله شهيداً فائزا بإذنه وفضله، وليس هناك أي مقابل لهذه التضحية إلا الشهادة، كونها لا تُمنح إلا للصادقين، فشهيدنا لم يفكر لوهلة حتى قدم ماله وروحه فداء ووفاء لهذا الوطن.
وعلى طريقة الفدائيين العظماء وحين كانت نيران العدو تدك الأسوار الأخيرة خرج واضعاً روحه على طرف بندقيته وقذفها لهباً في وجه عصابات الشر، وعلى مقربة من الزفرة الأخيرة التي أطلقها الشهيد البطل ناجي عايض دمه بسخاء كدرس عملي أخير في التضحية والفداء لمن يستكثرون على الوطن التضحيات أو يستخدمون القضايا العظيمة للمزايدة والتكسب.
نقف في الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد هذا القائد البطل لنستلهم الدروس العظيمة التي قدمها لنا حياً وميتاً، ولنا في قصة استشهاده رحمه الله درساً بليغاً في الوفاء حيث بلغه أن الحوثيين حاصروا مجموعة من رفاقه في السلاح، فتجهز لإنقاذهم وفك الحصار عنهم، ثم بلغه بعد ذلك أن جثة أحد رفاقه محاصرة، فلم تأبى رجولته وعزة نفسه وشهامته أن تدع الجبناء يؤذون تلك الجثة الطاهرة، فقاتل قتال العظماء وتقدم الصفوف وذهب باتجاه الهدف لا يخاف سيول الرصاص الجارفة، ليلتحق برفيقه بعد ان حرر جثته وأصل الركب اليها ليتلقى بعد ذلك رصاصة قناص خائف أطلقها من وراء جُدر بعدما رأى ذلكم القناص الجبان بطلنا يتقدم كأسد يماني جمهوري جسور باحثاً عن الشهادة لا يخاف الموت.
في مثل هذه الأوقات قبل خمسة أعوام، كان يقف الشهيد القائد العميد ناجي عايض، على تباب محزام ماس، مقاتلاً بجسده العتيد وروحه القوية جحافل الظلام القادمة من زغن التاريخ..
رحم الله الشهيد العميد ناجي بن ناجي عايض، وكل شهداء الوطن وتقبلهم في عليين..
YOU for information technology