اخبار تقارير

حراك دبلوماسي مكثف في الرياض على وقع سقوط الأسد.. هل يمهد لعملية عسكرية ضد الحوثيين؟

الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 08:44 صباحاً عدن بوست - متابعات :

عاد الحراك السياسي مجددا إلى العاصمة السعودية الرياض، خلال الأيام القليلة الماضية، لبحث الملف اليمني ومناقشة ردع تهديدات الحوثيين وإنهاء سيطرتهم على المحافظات الخاضعة لسيطرتهم المسلحة، عقب الأحداث التي شهدتها سوريا منذ نهاية نوفمبر الماضي وحتى الثامن من ديسمبر الجاري.

 

وكان تحليل غربي قد أكد أن الوقت حان لتوجيه ضربة للحوثيين وشل قدرات وكلاء إيران بعد سقوط نظام الأسد في سوريا.

 

وأوضح التحليل الذي نشرته وكالة بلومبيرغ الأمريكية أن الغرب لن يسمح لمجموعة إرهابية صغيرة في اليمن بتعطيل التجارة البحرية العالمية بشكل كامل، في الوقت الذي تترنح فيه إيران وفقدانها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وتحرير العاصمة دمشق.

 

ووفق الوكالة فإنه بعد سقوط الأسد والقضاء على معظم قيادات حزب الله، فإنه يجب التعامل فورا مع الحوثيين، وإن ذلك يتطلب مزيجا من القوة الجوية والبحرية والبرية، من خلال توزيع المهام على مختلف المكونات الدولية واستخدام المستوى المناسب من القوة.

 

وخلص التحليل إلى أن القضاء على التهديد المتبقي على شواطئ البحر الأحمر هو المسار الأفضل لإضعاف إيران وإعادة فتح أحد أهم ممرات الشحن في العالم.

 

ومنذ مطلع الأسبوع الجاري، عقد رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي اليمني، سلسلة لقاءات مختلفة مع أبرز الدول الفاعلة في الملف اليمني، بعد أيام من مناقشة مجلس الأمن للمستجدات والتطورات في اليمن وتقديم المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ إحاطة جديدة لمجلس الأمن الدولي حذر فيها من إنزلاق البلاد إلى الحرب مجددا.

 

ودخل اليمن، في هدنة بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف، والحوثيين المدعومين من إيران، في ابريل 2022م، بواسطة الأمم المتحدة، جرى تمديدها مرّتين. ورغم انتهاء مفاعيلها في تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه، لا يزال الوضع هادئا على الأرض وسط اشتباكات متقطعة بين الجانبين في جبهات مختلفة، في ظل نذر حرب تلوح في الأفق مجددا.

 

العليمي يدعو لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية

 

يوم أمس، التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، مع رئيس مكتب مكافحة الارهاب لجنوب ووسط وشرق اسيا بوزارة الخارجية الامريكية جيسي ليفنسون، وسفير الولايات المتحدة، ستيفن فاجن، لمناقشة التهديدات التي تغذيها جماعة الحوثي، والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، والاعتداءات، واعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الايراني.

 

خلال اللقاء، دعا العليمي المجتمع الدولي لمضاعفة الضغوط على جماعة الحوثي، وتصنيفها منظمة ارهابية، وتجفيف مصادر تمويلها، وتسليحها، وفق وكالة سبأ الحكومية.

 

وأشاد الرئيس بالتعاون الوثيق بين الجمهورية اليمنية والولايات المتحدة الاميركية في مجال مكافحة الإرهاب، في الوقت الذي استعرض جهود الاصلاحات الحكومية في المجال الامني، واجهزة انفاذ القانون، وسلطات مكافحة الارهاب، وغسل الاموال والجريمة المنظمة، والدعم الدولي المطلوب لتعزيز قدراتها في ردع مختلف التهديدات.

 

العرادة يطالب بموقف دولي موحد رادع للحوثيين

 

اليوم الإثنين، التقى عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء سلطان العرادة، اليوم الإثنين، السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، لمناقشة التطورات على الساحة اليمنية، بالإضافة إلى مناقشة الجهود المشتركة لمعالجة التحديات الراهنة، وسبل دعم الحكومة وبناء المؤسسات الوطنية وتعزيز قدراتها في مختلف الجوانب.

 

واستعرض العرادة خلال اللقاء أبرز التحديات الراهنة التي تواجه عملية السلام في اليمن في ظل استمرار تصعيد جماعة الحوثي وتهديداتها المستمرة لحركة الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي، إلى جانب تعطيلها لمسار الحل السياسي، مشيرا إلى أن التهديدات الحوثية المستمرة للأمن الإقليمي والدولي تتطلب موقفاً دولياً موحداً لمواجهتها وردعها، ومقاربة دولية أكثر صرامة تجاه ميليشيات الحوثي الإرهابية، وفرض عقوبات دولية ضد قياداتها وداعميها، والعمل على تجفيف مصادر تمويلها وملاحقة شركات وشبكات تهريب الأسلحة والمخدرات وغسيل الأموال التي تستغلها المليشيات لتمويل أنشطتها.

 

وشدد عضو مجلس القيادة، على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات عملية رادعة ضد ممارسات جماعة الحوثي، مشيرا إلى أن المواقف الدولية الناعمة خلال الفترة الماضية شجعت الجماعة على الاستمرار في تصعيدها وشن هجماتها على السفن التجارية، ومواصلة ممارساتها العدائية، التي باتت تمثل تهديداً مباشراً على أمن الملاحة الدولية واستقرار المنطقة.

 

العرادة دعا الولايات المتحدة، إلى توسيع نطاق الدعم الدولي للحكومة لتمكينها من القيام بدورها تجاه أبناء الشعب اليمني وتخفيف معاناتهم، وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، وتلبية تطلعاتهم في تحقيق الأمن والاستقرار، لافتا إلى أن أن الشعب اليمني يعاني أوضاعا إنسانية مأساوية سببتها الحرب الحوثية على اليمنيين منذ أكثر من 11 عامًا، بالإضافة إلى استمرار التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني ودورها في تأجيج الصراع وإطالة أمده والقضاء على كل فرص الاستقرار والتنمية في اليمن، مما ضاعف معاناة اليمنيين.

 

بدوره، جدد السفير الأمريكي ستيفن فاجن تأكيد التزام حكومة بلاده دعم الشعب اليمني، والعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لمواجهة التحديات، مشيراً إلى أن أمن واستقرار اليمن يشكلان أولوية في سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة.

 

ويوم أمس، ناقش السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عبد الرحمن المحرمي التهديد الحوثي والوضع الإقليمي، حيث ذكرت السفارة -في بيان مقتضب نشرته عبر منصة (إكس)- أن الجانبين ناقشا خلال اجتماعهما في الرياض الوضع الاقتصادي في اليمن وأهمية تنفيذ الإصلاحات الداخلية ومكافحة الفساد.

 

غروندبرغ يحذر من الإنزلاق للحرب مجددا

 

ومطلع الأسبوع الماضي، أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، السبت، أن الشعب اليمني لا يمكنهم انتظار خريطة طريق للسلام إلى ما لا نهاية، محذرا من إنزلاق البلاد مرة أخرى في دوامة الحرب، حيث قال غروندبرغ في تصريحات لوكالة فرانس برس، على هامش منتدى حوار المنامة في البحرين إنه "من الواضح... أنه لا يمكن أن يظل الأمر على هذا النحو إلى ما لا نهاية"، مشيرا إلى أنه "لا يزال ممكنا" حل الصراع في اليمن الغارق بالحرب منذ عشر سنوات.

 

وأضاف "في مرحلة معينة، هناك تنفيذ متوقع تريد الأطراف رؤيته يحصل. وإذا لم يحدث ذلك، فهي مخاطرة بفقدان الزخم الضروري، وهذا الخطر واضح"، لافتا إلى وجود ما سماها بـ "أصوات معادية" في المنطقة، "ما أقوله هو: لا تسلكوا هذه الطريق - من الممكن تسوية هذا الصراع"، مشيرا إلى أن خريطة الطريق عُلّقت فعليا بسبب تصاعد الأزمات الإقليمية الناجمة عن الحرب الدائرة في غزة.

 

وقال غروندبرغ "على هذا الأساس، لم نتمكن من اتخاذ خطوة إلى الأمام من الالتزامات التي تم الاتفاق عليها في العام 2023 بحسب خريطة الطريق"، في الوقت الذي اعتبر أنه "من غير الممكن المضي قدما بخريطة الطريق الآن، لأنني لا أعتقد أن تنفيذ تلك الخريطة سيكون ممكنا"، مستدركا بالقول: "ما زلت أعتقد أن الأساس لخريطة الطريق في اليمن موجود لأن النزاع بين اليمنيين قابل للحل. ورغم ذلك، فإن العامل المعقد الآن هو زعزعة الاستقرار الإقليمي، بحيث أصبح اليمن جزءا لا يتجزأ من خلال الهجمات في البحر الأحمر".

 

وأفاد غروندبرغ أن خريطة الطريق "ليست عصا سحرية" لليمن، مضيفا: "لذا أعتقد أن المسؤولية التي تقع على عاتقنا هنا هي ضمان الحفاظ على هذا الزخم وأن تفهم الأطراف ضرورة... الثقة بحقيقة أنه من الممكن تحقيق ذلك"، مضيفا: "إذا لم يحدث ذلك، فإن العواقب معروفة. وإذا انزلقت إلى مواجهة عنيفة داخليا، فأعتقد أن عواقب ذلك معروفة جيدا ولا أعتقد أنها ستكون في صالح أي شخص".

 

وختم المبعوث الأممي بالقول: "أعتقد أن الشعب اليمني يجب أن يكون صبورا بشكل عام. أعتقد أنهم كانوا ينتظرون السلام لفترة طويلة جدا. الجميع يريدون أن تنتهي هذه الأزمة".

 

الصبيحي يلتقي السفير الأمريكي

 

لم تقتصر اللقاءات التي أجراها السفير الأمريكي ستيفن فاجن مع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، إذ كشفت السفارة الأمريكية لدى اليمن في حسابها على منصة إكس، أن السفير فاجن التقى في 12 ديسمبر الجاري، الفريق محمود الصبيحي لمناقشة مواجهة الحوثيين وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.

 

ويعد لقاء الصبيحي، بالسفير الأمريكي أحدث وأعلى تحرك ولقاء منذ إطلاق سراحه في ابريل من العام الماضي، بعد ثمان سنوات من وقوعه في الأسر بيد مقاتلي جماعة الحوثي.

 

وأوضحت السفارة، أن اللقاء مع الصبيحي ناقش محنة اليمنيين المعتقلين ظلماً من قبل الحوثيين، بما في ذلك الدبلوماسيون وموظفو المجتمع المدني والأمم المتحدة، ودعوا إلى إطلاق سراحهم فوراً بدون شروط.

 

دعوات للتصدي للدور الإيراني في اليمن

 

عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء سلطان العرادة، واصل سلسلة لقاءات مع السفراء المعنيين بالملف اليمني، حيث التقى سفيرة بريطانيا لدى اليمن، داعيا إياها لحشد المجتمع الدولي وتوحيد موقفه للتصدي للدور التخريبي لإيران في اليمن، ووقف تهديداتها المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة.

 

وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن العرادة استعرض مع السفيرة البريطانية، مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية وجهود إحلال السلام الشامل في اليمن، مشيدا بالدعم البريطاني للحكومة لمواجهة كافة التحديات الراهنة، خاصةً فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والإنساني، داعيا المملكة المتحدة لمضاعفة جهودها لدعم مسار التنمية في اليمن بما ينعكس على تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لليمنيين.

 

وبحسب الوكالة الحكومية، فقد تطرق اللقاء إلى استمرار الدور التخريبي لإيران في اليمن وإصرارها على فرض سياساتها وأطماعها التوسعية في اليمن من خلال استمرار دعمها لجماعة الحوثي وتزويدها بمختلف الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، وتوجيه تلك الجماعة لتنفيذ أجندتها واستمرار زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة بأكملها، مشيرا إلى تصعيد جماعة الحوثي في البحرين الأحمر والعربي، واستمرار هجماتها على السفن التجارية، وتهديدها لحرية الملاحة البحرية وخطوط التجارة العالمية في أهم الممرات المائية، منوهاً إلى أن استمرار تلك الأنشطة العدائية لا يقوض عملية السلام في اليمن فحسب، بل يزعزع الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

 

ودعا عضو مجلس القيادة، المملكة المتحدة إلى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني، والعمل على حشد المجتمع الدولي وتوحيد موقفه للتصدي للدور التخريبي لإيران في اليمن، والحد من تدخلاتها العدوانية، وكذلك تكثيف الضغط على المليشيا الحوثية لإجبارها على التعاطي إيجابياً مع عملية السلام وتنفيذ التزاماتها لضمان أمن واستقرار المنطقة، مشددا على ضرورة التزام أي مساعٍ أو جهود إقليمية أو دولية لتحقيق السلام في اليمن بمرجعيات الحل السياسي للأزمة اليمنية الثلاث المتفق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً، المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرار الأممي 2216.

 

وجددت سفيرة المملكة المتحدة عبدة شريف، التزام بلادها بدعم الحلول السلمية في اليمن، واستمرار العمل مع كافة الأطراف لدعم عملية السلام وإعادة تحقيق الأمن والاستقرار.

 

اليوم الإثنين، التقى وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني، مع السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، وجيسي ليفنسون رئيس مكتب مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية، حيث ركزت المحادثة على تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة واليمن، وتعزيز التعاون الأمني، والتعامل مع التهديدات الحوثية للملاحة الدولية، وفقا لحساب السفارة الأمريكية لدى اليمن، على منصة إكس.

فرنسا تبحث التهديدات الحوثية

 

اليوم الإثنين، التقى عضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالرحمن المحرّمي، مع السفير الفرنسية لدى اليمن كاترين قرم كمون، لمناقشة التهديدات الحوثية للملاحة الدولية، ودعم جهود تحقيق السلام في اليمن، حيث ذكرت الوكالة الرسمية أن اللقاء تطرق إلى مستجدات الأوضاع العسكرية في مختلف الجبهات، والتهديدات المتصاعدة التي تشكلها جماعة الحوثي على الملاحة والتجارة الدولية.

 

وأشاد المحرّمي بالدعم الفرنسي الثابت لليمن على الصعيدين الإنساني والسياسي، معبرًا عن تقديره لمواقف فرنسا الرافضة لاستهداف جماعة الحوثي للمنشآت الحيوية والاقتصادية في اليمن، مستعرضا جهود مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية، ومكافحة الفساد، وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين، مؤكداً أهمية دعم المجتمع الدولي لهذه الجهود لتحقيق الاستقرار في اليمن.

 

وجددت السفيرة الفرنسية، دعم بلادها لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، والجهود الرامية إلى تحقيق السلام واستعادة الأمن والاستقرار في اليمن.

 

الإصلاح: الحوثي يعيش حالة ضعف كبيرة

 

وفي ذات السياق، قال حزب التجمع اليمني للإصلاح إن جماعة الحوثي تعيش اليوم حالة ضعف وتراجع كبير بعد تمكن الثوار من دحر مليشيا إيران من سوريا، وذلك خلال كلمة لأمين المكتب التنفيذي للإصلاح بمحافظة حضرموت الوادي منير بامحيمود أثناء تنظيم الحزب بمديرية سيئون يوم أمس الأول، الجلسة الأولى للمنتدى السياسي لأعضاء الإصلاح ومناصريه بالمديرية.

 

وفي الجلسة التي جاءت تحت عنوان "المتغيرات السياسية العربية والإقليمية وتأثيراتها على المشهد السياسي اليمني"، استعرض بامحيمود عددا من المتغيرات التي يشهدها العالم منذ انطلاق طوفان الأقصى للمقاومة الفلسطينية بغزة مرورا بالانتخابات الأمريكية وصولا لاسقاط نظام الأسد بسوريا وكذا عدد من القضايا المحلية والعربية والدولية، لافتا إلى أن مليشيا الحوثي تعيش اليوم حالة ضعف وتراجع كبير بعد تمكن الثوار من دحر مليشيا إيران من سوريا بعد أن كانت تحظى تلك المليشيا بدعم ايراني، الأمر الذي يعطي دلالات على وجود متغيرات محورية على الصعيد الدولي والعربي سيتمخض عنه تحالفات جديدة وبناء علاقات ستعمل على تراجع الهيمنة من بعض الدول التي كانت تتحكم في رسم السياسات الدولية.

 

وأكد "بامحيمود"، على الدور المطلوب من قيادة وأعضاء ومناصري الإصلاح في رفع الوعي لدى أفراد المجتمع نحو انتزاع حقوقها ومحاربة اشكال الفساد المالي والإداري في إطار الدستور والقانون وتحت مظلة مؤسسات الدولة والحفاظ عليها بعيدا عن الخلافات وتعزيز روح التعايش بسلام، مشيرا إلى أن حزب الإصلاح يتمتع بعلاقات وتشبيك مع عدد من الأحزاب ذات الإرث التاريخي الطويل بعدد من الدول الصديقة، مبينا أن الإصلاح استفاد من تلك العلاقات في دعوة الدول الصديقة لدعم استكمال مشاريع متعثرة بالبلاد خدمة لأبناء الوطن وتخفيف معاناته التي سببتها الأزمة التي يمر بها الوطن نتيجة انقلاب مليشيا الحوثي على مؤسسات الدولة.

 

حيدان يؤكد على دعم الحكومة لمواجهة الحوثيين

 

وفي ظل الحراك الجاري بالرياض، فيما تيعلق بالملف اليمني، التقى وزير الداخلية، اللواء الركن إبراهيم حيدان، برئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأمريكية، جيسي ليفنسون، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن، ستيفن فاجن، حيث أفادت وكالة سبأ الحكومية، أن اللقاء بحث تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، والتعاون في مجال التكنولوجيا وأمن واستخدام المعلومات لمكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه اليمن والمنطقة.

 

وأكد اللواء حيدان، على أهمية دعم جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الاستقرار، ومواجهة التنظيمات الإرهابية وجماعة الحوثي المدعومة من النظام الايراني التي تهدد أمن وسلامة اليمن ودول الجوار، مشيرا إلى الجهود التي تبذلها الداخلية، في إعادة بناء الأجهزة الأمنية، وتطوير الأنظمة الرقمية لتحسين قدراتها العملياتية، رغم التحديات التي تواجهها البلاد في ظل الظروف الراهنة.

 

الجيش ومعركة الخلاص

 

وفي ذات السياق المتعلق بالتحركات الدبلوماسية والسياسية تجاه الحوثيين والملف اليمني، أكدت القوات المسلحة اليمنية، أنها على أتم الجاهزية لخوض معركة الخلاص من جماعة الحوثي التي تعيش حالة من الإرباك والضعف جراء تهاوي المشروع الإيراني في المنطقة، عقب سقوط نظام الأسد في سوريا.

 

وقالت صحيفة القوات المسلحة اليمنية "26 سبتمبر"، في افتتاحيتها التي حملت عنوان "تداعٍ يجب استغلاله" إن المحور الإيراني في المنطقة الذي يُشار إليه باسم "محور المقاومة" يتداعى بشكل رهيب، مشددة على أن إسقاط ما تبقى من أركانه في المنطقة وفي المقدمة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران "أمر مشروع ومهم وضروري"، مضيفة: "لقد ظهر عجز هذا المحور الشرير وبدا خوره وجبن قواته عند اللقاء كما حصل في القطر السوري الشقيق، إذ انفرط عقد قوات النظام كانفراط حبات المسبحة على سطح صلب وأملس لأن بناءه تم على أساس تبعي لا وطني وبالتأكيد فإن مليشيا الحوثي الإرهابية أكثر منه ضعفا وجبنا وهو ما نعلمه يقينا منذ بداية المعركة معها في مختلف ساحات اللقاء وميادين المواجهة".

 

وأكدت الصحيفة، على أن "الانقضاض على بقايا الحلف المتداعي في بلادنا حتمية لابد من إنجازها في أقرب وقت ممكن خصوصا وأن القوى الوطنية قد أجمعت أمرها وأدركت أن الخلافات البينية لا تستفيد منها سوى المليشيا الإرهابية وهي ما عثرت الحسم منذ عشر مضت..."، مشيرة إلى أن اتخاذ قرار المعركة هو ما ينتظره الشعب اليمني وقواته المسلحة خصوصا بعد انكشاف الضعف والهوان الذي ظهرت به قوات محور الشر الإيراني في كل من القطرين الشقيقين سوريا ولبنان اللذين ذاقا الأمرين من سطوة المليشيات قتلا وتشريدا وسجنا لعشرات السنين.

 

وقالت الصحيفة، إن ما جرى "فرصة سانحة وظروفها الذاتية والموضوعية مهيأة والقوات المسلحة في حالة جاهزية تامة معززة بزخم شعبي متشبع باستعداد تام لرفدها بكل ما تتطلبه معركة الخلاص المنتظرة بفارغ الصبر"، لافتة إلى أن "محور الشر يتهاوى وإيران باعت أدواتها بثمن بخس"، متسائلة: "هل نحن فاعلون ما فعله الأشقاء في سوريا بعيدا عن مؤثرات اللاعبين الدوليين الذين يحققون بمعاناتنا مصالحهم لا مصالحنا كيمنيين اكتوينا بآلام وأوجاع الكهنوتيين الجدد لعشر من السنين ما كان لها أن تحدث لو أننا أدركنا مصلحتنا باكرا ورمينا عرض الحائط بكل الوساطات الإقليمية والضغوطات الدولية؟".

 

الحكومة: استمرار الخطر الإيراني من خلال الحوثيين

 

وفي أحدث تصريح حكومي، قال وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني إن استمرار الدعم الإيراني لجماعة الحوثي، بعد سقوط أذرعها في (سوريا ولبنان)، سواء من خلال الأسلحة أو التمويل، يُهدد المكتسبات التي تم تحقيقها، ويعيد الأوضاع إلى المربع الأول، ويعرض أمن المنطقة والعالم للخطر، مضيفا: "لا معنى للحديث عن تقويض الخطر الإيراني في المنطقة من خلال إسقاط أذرعه في (سوريا ولبنان)، بينما لا يزال نظام طهران يسيطر على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، ويتحكم بسلاسل التوريد العالمية في أحد أهم الممرات البحرية، مما يشكل تهديدا للأمن والسلم الإقليمي والدولي ومصالح العالم بأسره" وفق وكالة سبأ الحكومية.

 

وأكد الارياني أنه لا قيمة للحديث عن إرساء السلام والأمن والاستقرار في اليمن وإنهاء المعاناة الإنسانية، طالما أن جماعة الحوثي تسيطر على العاصمة صنعاء وجزء من الساحل اليمني، وتتحرك كأداة طيعة بيد ملالي إيران لتنفيذ سياساتها التدميرية، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة، مشيرا إلى أن الشعب اليمني ظل منذ عشرة أعوام يواجه حربا مدمرة فجرتها جماعة الحوثي بدعم وإسناد من إيران، في ظل تخاذل واضح من المجتمع الدولي في اتخاذ خطوات حاسمة للتصدي للتدخلات الإيرانية ودعم نضال اليمنيين، ما ساهم بشكل غير مباشر في تعزيز النفوذ الإيراني في اليمن والمنطقة، وتهديد المصالح الدولية.

 

وأوضح وزير الإعلام، أن ما يحدث في اليمن هو جزء من صراع إقليمي سعى فيه النظام الإيراني لمد نفوذه وبسط سيطرته على دول وشعوب ومقدرات المنطقة، وابتزاز دول العالم عبر أذرعه المسلحة في (لبنان، سوريا، العراق، اليمن)، التي عملت كأدوات قذرة بيد طهران لنشر الفوضى والخراب على حساب أمن واستقرار المنطقة"، محذرا المجتمع الدولي من مغبة الاستمرار في سياسة التجاهل والمماطلة، داعيا إياه وخصوصا القوى الكبرى، لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والضغط على النظام الإيراني لوقف تدخله السافر في شؤون اليمن، وتقديم دعم حقيقي وفاعل للحكومة اليمنية لضمان حسم معركة استعادة الدولة، والتصدي للأنشطة الإرهابية، وتثبيت الأمن والاستقرار في البلاد.

 

وطالب الارياني المجتمع الدولي إلى أن يكون أكثر التزاما بدعم نضال الشعب اليمني من أجل استعادة دولته وتحريرها من قبضة مليشيا الحوثي، ووقف تدهور الوضع الإنساني، ومنحه حقه في بناء مستقبله بعيدا عن الهيمنة والوصاية الإيرانية، فالشعب اليمني يستحق الأمن والاستقرار، ويجب أن يتحرر من هذا الكابوس المستمر، مؤكدا "أن الوقت ليس للمزيد من التأجيل، وأن التسويف ليس في مصلحة أحد، وأي تأخير يعني المزيد من التغلغل الإيراني في اليمن والمنطقة، وتنامي الأنشطة الإرهابية التي تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ومزيد من الدماء والدمار".

 

منذ مطلع أكتوبر 2023م، وعقب الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، دخلت جماعة الحوثي خط المواجهة ضمن محور المقاومة التابع لإيران، الأمر الذي انعكس على مسارات السلام التي وصلت إلى مرحلة متقدمة مع إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن في نهاية ديسمبر من العام الماضي خطة أممية للسلام في اليمن، بعد مفاوضات وجهود عمانية سعودية بين المملكة والحوثيين قادت لإتفاق الأطراف اليمنية على خارطة الطريق.

 

وشنت جماعة الحوثي منذ نوفمبر الماضي، هجمات واسعة في البحرين الأحمر والعربي، وأخرى على أهداف إسرائيلية، حيث تقول الجماعة إن هجماتها تأتي إسنادا للمقاومة في غزة ولبنان مؤخرا، غير أن هذا الملف ألقى بتبعاته على عملية السلام التي دخلت مرحلة جمود غير مسبوقة، حيث يسعى الحوثي لتثبيت وجوده كمحور مهم في المنطقة وأحد أذرع إيران الرئيسية واستخدام الممر المائي في البحر الأحمر، في سبيل تحقيق تلك الغايات بالإضافة لأهداف أخرى متعددة.