اخبار تقارير

شهادات لضحايا التعذيب الحوثي في السجون: "المرتضى سجّان مجرم"

السبت 14 ديسمبر 2024 09:13 صباحاً عدن بوست - الصحوة نت :

بعد عقود من الانتهاكات الوحشية بحق المختطفين فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات ضد لجنة الاسرى التابعة للحوثيين برئاسة عبد القادر المرتضى، بسبب الجرائم والانتهاكات الإنسانية التي ارتكبها الحوثيون بحق المختطفين والأسرى.

شهادات مروعة لمختطفين وأسرى محررين تحدثوا لـ "الصحوة نت" ما تعرضوا له في سجون مليشيا الحوثي وخاصة سجن الأمن المركزي الذي عرف حديثا بـ "سجن المرتضى" والذي حوله إلى سجن خاص به للتنكيل بالمختطفين والأسرى.

 إضافة إلى ذلك فقد حوّل المدعو "المرتضى" المختطفين إلى سلعة للمتاجرة بمعاناتهم وأسرهم حيث يجبر المختطفين بالتواصل مع أسرهم وطلب إرسال مصاريف تذهب معظمها إلى جيب المرتضى وزبانيته بحسب مختطفين محررين.

 

 رهائن ودروع بشرية

يتحدث الصحفي المحرر، عبدالخالق عمران، عن تجربته المُرة ‏على مدى ثماني سنوات في سجون مليشيا الحوثي.

يقول عمران في حديثه لـ "الصحوة نت" عشت تجربة مريرة من الانتهاكات الجسيمة في سجون مليشيا الحوثي، انتهاكات تصنف كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

ويضيف تعرضتُ وزملائي الصحفيين لسلسلة مستمرة من الانتهاكات بسبب ممارستنا لمهنتنا الصحفية وتوثيقنا للحقائق، من هذه الانتهاكات الاختطاف والإخفاء القسري، والتعذيب الوحشي الجسدي والنفسي، والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية.

يتابع: كما تم استخدامنا كدروع بشرية في معسكرات ومخازن أسلحة استُهدفت بالقصف، وحُوّلنا إلى رهائن للمساومة، وتم إصدار فتاوى دينية بقتلنا".

وتطرق إلى أن من الانتهاكات مصادرة المليشيات لممتلكاتهم، وتهجيرهم قسريا من وطنهم، إضافة إلى معاناة أطفالهم وأسرهم من التشرد والتهجير، فقط لأنهم اختاروا أن يكونوا صحفيين يدافعون عن حرية الكلمة".

وبخصوص قرار الخزانة الأمريكية بحق، القيادي بالمليشيات ورئيس ما يسمى لجنة التفاوض لوفد مليشيا الحوثي عبدالقادر المرتضى، قال الصحفي عبدالخالق عمران: "إن القرار يُعد خطوة هامة نحو تحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن".

وأعتبر عمران القرار "خطوة أولى وبداية استجابة لصرخات المختطفين وضحايا التعذيب"، مضيفا نتطلع إلى المزيد من الضغط الدولي لتحقيق العدالة، وإنصاف الضحايا، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

واختطفت مليشيا الحوثي في 9 يونيو 2015، في العاصمة صنعاء 10 صحفيين أثناء عملهم، وتعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي، وحكمت على أربعة منهم بالإعدام بعد تهم ملفقة ومحاكمة باطلة، قبل أن يتم تحريرهم بصفقة تبادل مع الحكومة في أكتوبر 2020، وابريل 2023.

 

خبراء في التعذيب

يسرد الصحفي المحرر توفيق المنصوري، ما تعرض له من تعذيب اثناء فترة اختطافه والذي استمرت فترة اختطافه مع ثلاثة صحفيين آخرين منذ يونيو 2015، وحتى منتصف ابريل 2023.

في حديثه لموقع "الصحوة نت" تحدث المنصوري عن جرائم المرتضى بحق المختطفين، قائلا: "عندما تم نقلنا من سجن الأمن السياسي إلى سجن عبد القادر المرتضى المعروف بسجن معسكر الأمن المركزي.

وأضاف أنه بعد نجاح صفة التبادل الأولى في أكتوبر 2020، استبشرنا باقتراب الفرج وإطلاق سراحنا وانتهاء فترة التعذيب والمعاناة والمعاملة القاسية، التي عشناها في السجون السابقة منذ يونيو 2015، لكن لم نكن ندرك حجم الجحيم الذي ينتظرنا في سجن عبد القادر المرتضى".

وأردف المنصوري: "في هذا السجن الذي يشرف عليه المجرم عبد القادر المرتضى وعائلته، من ضمنهم شقيقيه المدعو أبو شهاب المرتضى، والمدعو مجدالدين المرتضى، تعرضت للتعذيب الجسدي بأساليب بشعة ووحشية طوال فترة بقائي فيه حتى لحظة تحريرنا في الصفقة الأممية أبريل 2023.

وأشار المنصوري إلى أن أثار التعذيب والاعتداء التي تعرض لها من قبل المجرم عبد القادر المرتضى لا زالت أثارها موجودة على جسده.

مرات كثر التي تعرض المنصوري فيها للتعذيب من قبل المدعو عبدالقادر المرتضى، لكن احدى تلك المرات كاد المنصوري أن يفقد فيها حياته.

فقد حضر إلى السجن عبدالقادر المرتضى وكان يشتاط غضبا، واخرج الصحفي المنصوري إلى ساحة السجن الداخلية أمام بوابات الزنازين، واعتدى عليه بهراوة حديدية في راسه ليسقط المنصوري أرضا مغميا عليه والدماء تنزف من راسه تُرك المنصوري مرميا على أرضية السجن والدماء تسيل من راسه، لم يتم اسعافه أو ترقيع جرحه.

 جرائم تقشعر لها الأبدان مارسها المرتضى بحق المختطفين وهذا ما ظهر وما خفي هو الأعظم" يقول ناشطون.

 

واردف المنصوري "مرات كثيرة تعرضنا للتعذيب والضرب والإهانة من قبل المرتضى وأشقائه ومن نائبه في ما يسمى لجنة الأسرى المدعو مراد حسين".

من الانتهاكات التي تعرض لها المنصوري وبقية المختطفين على يد المرتضى واخوانه، أنهم كانوا يتعمدون معاملة الصحفيين المختطفين بالقسوة والعنف، ويمنعوا عنهم العلاج والمصروفات الشخصية (حوالات نقدية من أهالي المختطفين) وكذلك الملابس، وهو الحال كذلك مع بقية المختطفين.

 

مسلخ بشري

 

يؤكد المنصوري أن عدد المختطفين في سجن "المرتضى" يزيد عن 3000 آلاف مختطف، مضيفا أن سجن المدعو "المرتضى" لا نبالغ إن قلنا إنه مسلخ بشري".

 

ولفت المنصوري إلى أن أحد أساليب "المرتضى" في تعذيب المختطفين منع عنهم الزيارة، خلال ثلاث سنوات ونصف، لم تتمكن اسرة المنصوري من زيارته، وهو الحال لبقية المختطفين.

 

يقول المنصوري "من يدخل هذا السجن  لا يمكن أن يزوره أحد مهما كانت الظروف، فقط يُسمح باتصال بين كل فترة وفترة، قد تكون شهور أو سنوات، بحسب رضى السجان عن المختطف.

يؤكد المنصوري أنه منع من الاتصال بأسرته مدة سنة قبل تحريره في ابريل 2023".

 

يتابع المنصوري: "تفنن عبدالقادر المرتضى وفريقه التفاوضي بالانتقام والمعاملة السيئة مع المختطفين في سجنه، فقد كان صارم وشديد القسوة والبطش والتنكيل في الإشراف وإدارة السجن بشكل مرعب ووحشي"، في المقابل كان المرتضى يُقدم نفسه في المحافل الدولية والتفاوضية انسانا لطيفا يدير ملفا إنسانيا ويجلس للتفاوض مع فريق الشرعية وتحت مظلة الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والإنسانية.

 

وطالب الصحفي توفيق المنصوري بمحاكمة المرتضى وفريقه محاكمة عادلة رادعة، ومحاكمة لجنته المزعومة التي يستخدمها غطاء لجرائمه الفظيعة بحق المختطفين في سجنه.

 

ونوه إلى انه من المفترض أن تكون الجهات المعنية في الحكومة وكذلك المنظمات المعنية  بحقوق الإنسان قد أعدوا ملفا بالانتهاكات والجرائم والتي ارتكبها المرتضى وفريقه وجرائمه.

 

واختتم المنصوري حديثه: "مهما طال الزمن سيأتي اليوم الذي يُقدم فيه لهذه المحاكمة لنيل جزائه الرادع بما ارتكبه بحق المختطفين والأسرى".

 

 

اعدام مختطفين ومقابر جماعية

 

‏الأسير المحرر، ضياء الحرازي، روى قصته المرعبة التي حصلت في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، ويوضح وسائل التعذيب التي كان يشرف عليها عبدالقادر المرتضى شخصيا.

 

قال الأسير المحرر الحرازي في حديثه لـ"الصحوة نت" منذ اليوم الاول لي في السجن كنت اتنفس العذاب وفقدت الامل في ان ارى النور من جديد،  احتجزت  في ظروف لا إنسانية، وتعرضت  للتعذيب بكافة أنواعه".

 

وتابع الحرازي " كان عبدالقادر المرتضى، من يشرف على تعذيبنا، ولا يظهر علينا الا وهو  ممسك بصاعق كهربائي، وحرمنا من الغذاء والماء والرعاية الطبية".

 

وأكد الحرازي أن مختطفين تم اعدامهم في السجن أمام عشرات المختطفين، بإطلاق الرصاص على بعض المختطفين مباشرة في الرأس والرقبة".

 

 

وتابع الحرازي في حديثه لـ "الصحوة نت": اضافة الى ذلك، لم يكن مسموحا بأي زيارات وكان التواصل ممنوعا بتاتا مع الأهل، وتعرضنا للتحرش أكثر من مرة، وشاهدت بعيني وفاة مختطفين من كبار السن بسبب الاهمال الطبي.

 

وأضاف أن من الانتهاكات التي تعرضوا لها أن حراس السجن كانوا يتبولون في مياه الشرب المخصصة للسجناء وهم يضحكون".

 

وقال الحرازي: إن صراخ نساء كان يتردد صداه عبر جدران السجن.  

وأضاف الحرازي أن تلك السجون هي بالأصح مقابر جماعية وليست اماكن احتجاز، لذلك يجب على العالم محاكمة، عبدالقادر المرتضى وجميع قيادات مليشيا الحوثي المسؤولة عن تلك المجازر كمجرمي حرب اما العقوبات فلا تكفي مقابل ما ارتكب من جرائم بحق مختطفين".

 

الغرفة الحمراء

مسميات عدة في سجون مليشيا الحوثي، يسرد المختطف المحرر، احمد الشجرة، قصته في سجون مليشيا الحوثي عندما تم اختطافه من منزله الذي كان يرافق والدته المريضة.

 

وضع المختطف الشجرة في سجن الأمن السياسي بالعاصمة صنعاء في سجن يسمى " الغرفة الحمراء " داخل مبنى الامن السياسي.

 

وتابع: أن السجانيين الحوثيين كانوا يستخدمون كابلات كهربائية غليظة لضرب المختطفين، وأن آثار تلك الكابلات لا زالت أثارها واضحة على جسده، 

وأضاف أنه كان يتم نقل المختطفين بين الزنازين معصوبي الأعين، وكذلك الحال اثناء التحقيق والتعذيب أيضا، ويتم ضرب المختطفين برؤوسهم في حال اكتشاف أي تواصل بينهم في السجن.

 

يقول أحمد " تعرضت للتعذيب الوحشي وضربوني حتى حصل عندي نزيف في الكلية، حينها فقدت الوعي ونقلوني إلى عيادة السجن، وعندما استعدت وعيي رأيت الغرفة ووسائل الإنعاش ملوثة بالدم من حولي وشعرت بألم شديد في رأسي،  قال لي الطبيب انني سأكون بخير، ليعيدوني بعد ذلك إلى الغرفة الحمراء وبعد ساعتين فقط، استأنفوا تعذيبي وضربي".

 

يتابع أحمد : أثناء التعذيب دخل المدعو "المشرف" أبو نجيب، الذراع اليمنى للإرهابي عبدالقادر المرتضى"، وقال لي: "إذا كنت تريدني أن أتعامل معك كإنسان وليس ككلب فتعاون معنا وجاوب على الأسئلة"، أجبته: حتى الآن أنا لا أعرف لماذا أنا هنا"، فرد علي " لأنك بن حرام" ليستأنفوا التعذيب والضرب".

 

 

وأكد "الشجرة" أن صمت المجتمع الدولي تجاه ما يتعرض له الأسرى في سجون الحوثيين دليل على الانحياز للحوثي وإجرامه.

 

وأضاف أن قرار العقوبات الامريكية خطوة صغيرة جدا وغير كافية لوقف الوحشية الحوثية بحق ابناء اليمن، ومع ذلك " فالشعب اليمني هو من سيسترد حقه ويواجه هذه المليشيات حتى الانتصار لحريته وكرامته".

 

وكان تقرير حديث اعدته "الشبكة اليمنية للحقوق والحريات" قال بأن مليشيا الحوثي تدير 641 سجناً، منها 237 من السجون الرسمية التي احتلتها و128 سجناً سريا استحدثتها المليشيا بعد انقلابها، تعرض فيها 1937 مختطفاً بينهم 117 طفلاً و43 امرأة و89 مسناً، لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.