"سقوط الأسد يربك الحوثيين".. اجتماعات بالقبائل وحملات قمع ضد المواطنين
تعيش مليشيا الحوثي حالة من الذعر والخوف عقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، أحد حلفاء إيران في المنطقة، حيث عززت المليشيا قبضتها العسكرية وكثفت انتشارها الأمني في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، خشية تكرار السيناريو السوري في اليمن.
وشهدت العاصمة صنعاء ومحافظات إب وذمار حملة قمع واختطافات واسعة شنتها مليشيا الحوثي، خلال الأيام الماضية، بحق مواطنين أبدوا تضامنهم وعبروا عن فرحتهم بسقوط نظام الأسد وانتصار الثورة السورية.
وتأتي هذه الحملات في ظل قلق مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، من انعكاسات سقوط الأسد على وجودها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي انقلابها وتطوي صفحتها إلى الأبد.
وكان قد تحدث محللون ومراقبون لـ"الصحوة نت"، في وقت سابق، بأن ما يجري في سوريا ستصل تداعياته إلى الملف اليمني، وأكدوا بأن سقوط نظام الأسد سيؤثر بشكل كبير على وجود مليشيا الحوثي في اليمن.
- قمع وترهيب:
قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في بيان أصدرته، الأربعاء، إن ميليشيا الحوثي اختطفت 17 مواطنًا في أمانة العاصمة، واقتادتهم إلى سجون سرية، وذلك بسبب تعبيرهم عن فرحتهم بانتصار الشعب السوري ورحيل نظام بشار الأسد.
وقامت مليشيا الحوثي باختطاف عدد من أبناء مديرية المخادر بمحافظة إب، وسط البلاد، وذلك أثناء تجمعهم ورفعهم لأعلام الثورة السورية، تضامنًا مع الشعب السوري واحتفالًا بسقوط نظام الأسد.
وفي محافظة ذمار، احتفلت مجموعة من طالبات مدرسة 7يوليو في مدينة ذمار ووزعن الحلوى على زميلاتهن بمناسبة انتصار الثورة السورية، لتقوم مليشيا الحوثي بإرسال حملة أمنية إلى المدرسة للتحقيق مع المعلمات والطالبات، واستدعاء أولياء أمورهن.
وفي محافظة الحديدة، أفادت مصادر خاصة لـ"الصحوة نت" بأن مليشيا الحوثي أصدرت تعليمات، تم تعميمها على الناشطين والإعلاميين وطلاب الجامعات، تفيد بمنع إقامة أية فعالية وملاحقة أي تجمع للمواطنين في المدينة ما لم تكن سلطات المليشيا نفسها هي الراعية لذلك.
هذا ودعت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها والمجتمع المدني إلى إدانة هذه الجرائم بشكل واضح كخطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على ميليشيا الحوثي للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها.
كما دعت في بيانها، أمس الأبعاء، إلى التحرك الفوري لتصنيف ميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليمي والدولي، ودعم الحكومة اليمنية الشرعية لاستعادة الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية.
- الاجتماع بالقبائل:
عقب يومين فقط من سقوط نظام الأسد في سوريا، سرعان ما اتجهت مليشيا الحوثي للقاء مشايخ القبائل في عدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها والاجتماع بهم، في محاولة لتحييدهم عن أية مواجهة محتملة مستقبلًا وضمان عدم خروجهم وتهديدهم لسلطة الحوثيين.
وعلى خلفية انتصار الثورة وسقوط المشروع الإيراني في سوريا، اجتمع الحوثي المدعو، محمد حسين المقدشي، بقبائل عنس في محافظة ذمار، الثلاثاء الماضي، محذرًا إياهم من الانجرار بما يحصل في سوريا وعدم الاستماع لمن يدعو إلى خروج اليمنيين عن سلطة الحوثي.
ووسط عدد من رجال القبائل، ألمح المقدشي بأن أي محاولات أو تحركات لتكرار ما حصل في سوريا ستؤدي بكل تأكيد إلى حالة من الاقتتال والحرب، في رسالة واضحة مفادها بأن مليشيا الحوثي ستتعامل بحزم وقوة مع أي معارضة محتملة تهدد وجودها في البلاد.
- فقدان الحاضنة الشعبية:
يرى الناشط السياسي، عبدالعزيز البتيك، أن وجود حاضنة شعبية تفوق أهميته القوة العسكرية في أي معركة أو محاولة للسيطرة على الأرض، وهذا تماما ما ساعد المعارضة السورية على إسقاط نظام الأسد، وهو العامل نفسه الذي تخشاه مليشيا الحوثي اليوم في اليمن.
وقال البتيك، في تصريح لـ"الصحوة نت"، تدرك مليشيا الحوثي بأنها لا تمتلك أي حاضنة شعبية في البلاد وأن وجودها، منذ الانقلاب، مرهون فقط بقبضتها الأمنية وقمعها وإرهابها المجتمع، وهذا مايفسر سرعتها في شن حملات اختطافات واعتقالات تعسفية واجتماعات بالقبائل.
وأضاف بأن "مليشيا الحوثي تخشى خروج الناس على سلطتها في مناطق سيطرتها أكثر من خشيتها من المواجهات العسكرية، لأن الانتفاضات الشعبية من الداخل تأتي نتاج ظلم وفقر يعيشه المجتمع، وبالتالي فإنها تعري حقيقتهم، وتكشف للعالم بأن الحوثي غير مرغوب به من قبل الشعب".
وأشار إلى أن المليشيا الحوثية تعي تماما أن احتفالات اليمنيين بانتصار الثورة السورية وسقوط نظام الأسد، هو تعبير ضمني عن رفضهم للمشروع الإيراني، وبالتالي رفضهم لوجود مليشيا الحوثي باعتبارها أحد وكلاء هذا المشروع في المنطقة.
ونوَّه بأن الحوثي يستشعر اليوم قرب نهايته، لا سيما وأن أنظار العالم تركز عليه بعد سقوط الأسد، وأن كل محاولاته في إرهاب المجتمع ستبوء بالفشل، لافتًا إلى أن الحكومة الشرعية مالم تلتقط هذه الفرصة وتحسن استغلالها للانقضاض على الحوثي وتحرير البلاد، فسيكون الأمر أصعب وأكثر تكلفة عليها في المستقبل.