محليات

أسرة قحطان تُكابد الغياب.. رمضان تاسع من الذكريات المؤلمة وأعياد بدون ابتسامة

الجمعة 05 أبريل 2024 05:23 صباحاً عدن بوست - الصحوة نت :

تمر اليوم الذكرى التاسعة لاختطاف الأستاذ محمد قحطان، عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، بعد ان اختطفته مليشيا الحوثي الإرهابية مطلع ابريل 2015، في جريمة مركبة، بالاختطاف والاخفاءِ القسري.

 

وفي أيام رمضان وقرب العيد تُفتح جراحُ عائلة قحطان من جديد، حيثُ يظل غيابه كشبحٍ يُطاردهم ففي كل ركن من البيت له حكاية تروى، وقصة تنسج من غيابه المؤلم، حيث كان حاضراً بقوة في طقوسهم الدينية والاجتماعية.

 

 تسع سنوات من الجريمة النكراء بحق السياسي محمد قحطان وأسرته وبحق الإنسانية، ولم تسمح مليشيا الحوثي الإرهابية، لأسرة قحطان بزيارته أو التواصل معه للاطمئنان عليه ومعرفة حالته.

 

قصة إنسان

 

سنوات من الألم والوجع والفجيعة، عاشتها وتعيشها أسرة الأستاذ محمد قحطان، فهم لا يعلمون الظروف التي يعيشها والدهم، في سجون وأقبية مليشيا إرهابية لا صلة لها بالإنسانية.

 

تقول امتنان، حفيدة القيادي محمد قحطان، بصوت يملأه الحزن في فراق جدها "لم اعتد على غيابه مهما مرت الشهور والسنين، فهو في ذاكرة طفولتي وكل الأشياء الجميلة".

 

لخصت امتنان، سنوات عاشتها في كنف جدها، وهي منذ 9 سنوات، تبكي فراقه، فهو يمثل لها الحياة بكل تفاصيلها الجميلة.

 

وتعقيبا على حديث الحفيدة امتنان، تقول أمها فاطمة قحطان، "لم تكن تلك السنوات التي قضتها امتنان مع جدها أيام وتمر بل كانت ذاكرة حاضرة، في لعبها، ومرحها، والحكايات الجميلة قبل النوم التي يحكيها لها جدها، ولعبهما معا حملت في طياتها كل الحنان والحب والعلاقة القوية بينها وبين جدها.

 

وتضيف فاطمة، "غيبت مليشيا الحوثي الجد الحنون لـ "امتنان"، وحضرت قصه الإنسان القائد الذي اخفته سجون الكهنوت والظلم الحوثي".

 

خرجت تلك الكلمات الحزينة من فاطمة، والتي تختصر 9 سنوات من المعاناة، حاصرت امتنان حفيدة الأستاذ محمد قحطان المخفي عن اسرته والعالم.

 

تقول فاطمة، في حديثها لـ "الصحوة نت" عندما يعتاد الشخص على وجود الاب في حياته وفي كل وقته وإن كان مشغولاً ".

تتابع فاطمة الحديث "يتضاعف ألم ووجع فراق الوالد خاصة في المناسبات العظيمة كرمضان وأوقاته الروحانية، أتذكر صوته الشجي وهو يتلو القرآن ويملأ ارجاء البيت، وينتظر ام أبنائه تجهز الإفطار ليأخذه الي المسجد القريب منهم ويشارك هنالك جيرانه والبسطاء.

 

بنبرة حزن وفراق وشوق معا، قالت فاطمة "عندما يكون أبي في المنزل بعد صلاة التراويح، يفتح التلفاز لصلاة التراويح بمكة المكرمة، ثم يجمعنا لنقرأ صفحة من القرآن ويشاطرنا الحديث ويستمع لأسئلتنا واستفساراتنا ويظل معنا رغم انشغالاته الكثيرة".

 

 

الحاضر الغائب

 

زوجة الأستاذ قحطان، هي الأكثر من تكابد ألم الفراق والحزن بحق زوجها الذي كان قلبه وباب بيته مفتوحًا لكل أبناء اليمن من كل فئاته.

 

في حديثها مع "الصحوة نت" تقول أم فاطمة، "رمضان كان له طعم خاص بوجود محمد، في إحياء الشعائر وتواجده بيننا، كان ينتظرني لإكمال عمل وجبة الإفطار واخذه للجامع القريب منا ويحرص دائمًا علي الخير وإيصاله لأهله.

 

وأضافت حتى في غيابه لم نترك هذه العادة في كل رمضان وحتى اليوم، وفاءً لمحمد فهو حاضرًا أو غائبًا نمشي على ما خطه لنا من خير".

 

ابنته الصغرى بثينة تقول للصحوة نت “لسنا نحن من يفتقده، لو تسأل كل مسكين ومحتاج فقد كان رؤوف بهم، ومحب للخير، ويجمع المساعدات ويوزعها ".

 

وأضافت بثينة " أن البسطاء يفتقدونه ونرى الحزن في عيونهم عند السؤال عنه، ونسمع دعواتهم أن يفرج الله عنه، وينال حريته وينهي الظلم الذي وقع عليه"

 

تتابع بثينة، بعد أن تنهدت بحزن وشوق "وجود الأب بين أسرته صمام أمان، وبغيابه يغيب الأمان، افتقد والدي واتمنى أن أعيش مرة أخرى طقوس رمضان مع والدي فقد كان شيء آخر".

 

غياب يثقل  كاهل الحاضر

 

تعود بذاكرة فاطمة للحديث عن والدها، "تم اختطاف والدي قبل رمضان بشهرين ونصف تقريبا ومازال الألم مستمر وصدمة اختطافه واخفائه لم نستوعبها للآن، يأتي رمضان بعامه التاسع من إخفاء والدي ويذهب آخر ولا زلنا نبحث عنه، ولا نعرف مصيره.

 

وتتابع فاطمة بصوتاً يملاهُ الحنين والشوق لوالدها" كيف تمر السنوات والبيت خالي من صوته الشجي وحنانه وحبه من وجود أبي، كيف يأتي رمضان آخر، ولم يأكل من يد أمي " الطعام البلدي الذي كان معتاد عليه ويحبه "كيف يأتي طقوس رمضان باردة وحزينة وليس له أي لون بدون وجوده".

 

 تضيف فاطمة،" لا نعرف كيف يأكل أو يشرب، كيف حالته الصحية؟ كيف قضى كل هذه السنوات والأيام في المختطف بعيدًا وحيدًا في ظلمة لا نعرفها، وبالرغم من كل الأوجاع والآلام فنحن نعيش علي أمل عودته لتعود لنا الحياة " عشنا على أمل زيارته أو رؤيته من بعيد، على أمل أنه لايزال حيا يُرزق، ولكن ضاق الأمل وضاقت معه الحياة.

 

وأضافت فاطمة، مرّت الكثير من صفقات تبادل الأسرى والمختطفين، ونحن نترقب بكل أمل وألم، وشغف، وخوف، أن يكون ضمن الصفقة وفي نهاية الانتظار المؤلم لما بعد العيد.

 

قالت فاطمة "مرت علينا الأعياد ونحن ننتظر متى سيأتي ذلك العيد الذي سيكون والدي بيننا، وينتهي الظلم الذي يتعرض له، لم يعد هناك شيء يقال سوى الألم والخذلان".

 

تتابع فاطمة حديثها عن والدها دون توقف فرصيد الرجل مليء بالخير والعطاء والسلام، تقول فاطمة "يعرف الجميع من هو محمد قحطان، رجل السلام الذي يحمل الحب والسلام للجميع، ولا يختلف عليه اثنان، الشخصية الاجتماعية التي كانت تجمع الناس على الخير، فلم يكن مذهبيا او متعصبا فمذهبه وفكره اليمن واليمنيون.

 

مناشدة في فضاء الإنسانية

 

تتساءل فاطمة في نهاية حديثها، لـ "الصحوة نت" لماذا الصمت ولماذا الافواه أغلقت؟ ولماذا التلاعب بملفات المختطفين والمخفيين، أليسوا بشراً بريئة تم سلبها حريتها بلا ذنب لمجرد رغبتها في وطن وحرية، يكفي حقد وكره صفّوا النفوس، واخرجوا المختطفين والأسرى، كيف ننصر غزة والسجون مليئة بالأبرياء.

 

تواصل أسرة قحطان صبرها على غيابه وتناشد جميع الأطراف دون استثناءٍ، بإعادة الأستاذ قحطان وتحريره.

 

تختتم ابنة السياسي محمد قحطان فاطمة حديثها، بالقول " كفى 9 سنوات من الظلم والاختطاف والاخفاء القسري، أعيدوا الينا أبي ليكمل ما تبقى من عمره بين أهله وأحبابه، فقد وهن العظم واشتعل الرأس شيبا وأبي وحيدًا بين جدران الظلم والوحدة لأنه أرد وطن".