مقالات
الجمعة 28 يوليو 2023 10:26 مساءً

حين يجيء القائد من الميدان

ناصر احمد
 
اكثر ما يستدعي الإهتمام عند تعيين القادة العسكريين في المواقع المختلفة  في جيشنا الوطني، مستوى مشاركتهم في الحرب ضد المليشيا الإنقلابية منذ بدايات المواجهة .    
 المؤهلات والشهادات والأقدمية أمور أساسية مهمة بكل تأكيد لكن صار الأهم مجيئهم من الميدان، من قلب المعترك، ومن مقدمة الصفوف، من النسق الأول،  
غدت جبهات القتال محك الرجولة والبطولة ومختبر الأبطال والقادة الحقيقين.
 لا تهمنا الملفات المتخمة بالأوراق والشهادات والسير الذاتية المنمقة.
أين هم في خطوط النار؟  هذا اكثر مايهم .   
أن يكون القائد الأول في معارك الدفاع عن الوطن  
الأول في الفداء، والأول في التضحية، تعرف به مواقع الشرف وتقدمه الروح الباسلة، وتمنحه مشاهد العز والكرامة ما تقصر عنه كل الشهادات .     
وعند تعيين وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري لم احتج شخصيا لمطالعة ملفه الوظيفي مع احتوائه على ما يثير الحماسة. اذ كان اكثر ما حسم اليقين بحسن الخيار هو  سجله الحافل بالشرف منذ بدأت الفتنة الحوثية تطالعنا  من جهات عديدة معلنة الحرب ضد اليمن واليمنيين  في تحد سافر للجميع .   
كان الفريق الركن محسن الداعري من اوائل النخبة الرائدة في الجيش الوطني تلك النخبة التى حملت على عاتقها أمانة الدفاع عن الوطن والوقوف ضد الحوثيين واعادة البناء لما تهدم من اركان المؤسسة العسكرية. ولقد عمل وشارك واسهم مع اخوانه من القادة الكبار في الجهود التأسيسية للوحدات والتشكيلات والألوية التى مثلت مع مواكب المقاومين حواجز الصد الأولى في مختلف مناطق المواجهات.  
  لم يزل في الطليعة، سباقا رفقة الرموز من قادة الجيش الشهداء الذين مازالوا يتقدمون الصفوف بارواحهم الحية ومآثرهم الخالدة وبما تركوه من إرث العظمة والمجد والكبرياء. اولئك الأفذاذ الذين سيظلون التجسيد الأكمل لعظمة اليمن وعنفوانها وتأبيها على الخنوع . 
اتذكر يوم تسميته وزيرا للدفاع، رحت ابحث عنه هناك حيث كنت اجده، على الدوام . حاضرا بالقلب كله ببزته الأنيقة المعتادة وبالصوت والصورة في الخضم مع رفاق السلاح من الضباط والجنود، هذا هو في متناول الجميع،  له سجل منشور عبر الإنترنت. يتيح لك تأمل ملامحه وسماته ومعرفة الكثير من جوانب شخصيته وحضوره .   
وتكتسب المعلومة قيمة اكبر حين تجيء على ذلك النحو من الوضوح والتلقائية والصدق .    
هذا هو حيث تراه وكما يبدو فارسا في الزمان الآخير 
 شجاعة لافتة وتواضع راسخ وموقف وطني صريح، ووجود رزين و رصين، بعيد عن الإدعاء والبهرجة .     
 كنت لحظتها اعاود النظر اليه بروح الواثق المطمئن والفخور والمشفق في آن.   
الواقع الشائك والأفق الملغوم والمأزوم ومآلات الصراع وسيولة الواقع وجريان الأحداث يجعل المهمة صعبة .   
 اليوم يطوي عاما من العمل والتحدي ويدلف نحو الجديد  من رهانات الحضور والقيادة في واقع محتدم يدعو  المحارب للبقاء مستنفرا "باحثا عن الراحة  بعيدا عن مواطن الراحة"
جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن بوست] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology