مقالات
الخميس 20 أبريل 2023 05:49 صباحاً

في الذكرى الثامنة لتحرير عدن

وليد الراجحي
 
في الذكرى الثامنة لانتصار عدن ،الشرارة الأولى للتحرير من الغزو الامامي الفارسي ،كانت ملحمة أسطورية، وأول معارك النصر والتحرير، مثلت بارقة أمل وبشرى لليمنيين وأبناء العروبة لانكسار المشروع الايراني الفارسي وهزيمة أدواته في اليمن .
في عدن حيث كانت المأساة تحاصر الأرض والانسان وتمد اشرعة الموت لكل نبض حياة ،قطعت المليشيا المياة على الاحياء ظنا منها كسر المقاومين،  وارضاخهم لها ،متناسية أن الكرامة لا تسلب بالحصار أو العطش وأكد ابطال عدن أن الموت عطشاً خير ،ألف مرة  من أن العيش مرتويا تحت ذل العبودية.
 
كانت المليشيا عبر الخيانة والخونة تطيش في مدن البلاد وعرضها ،وتسقط القرى والمديريات ،وتحتل المعسكرات وكان لصدق أبناء عدن ومقاومة مأرب وتعز قصب السبق في كشف زيف ما تسميه المليشيا حينها الانتصارات ،والقوة التي لا تُقهر ،قهرها أبناء عدن في احيائها وازقتها، كما فعلت مأرب، وتعز والبيضاء ومدن أخرى تصدت للمليشيا وانهت دعاياتها بالقهر وعدم الانكسار.
انتصرت عدن بتضحيات أبطالها، وطوال أيام وشهور المعارك سطرت عدن أروع البطولات.
تأتي الذكرى الثامنة لهذا النصر ،بطعم انتصارات وفرحة تعم ربوع الوطن بتحرير كوكبة من أبطال الجيش والمقاومة والصحفيين والمختطفين من سجون مليشيا الإمامة، فنحتفل بانتصارين معا ،وننتظر الانتصار العظيم لليمن ،وهي تدفن آخر اداة ايرانية قتلت اليمنيين .
 
ذكرى  انتصار عدن تأكيد أن طريق النصر للوطن والمشروع الوطني يكون بالكفاح والمقاومة وتوحيد الصف ،ولم الشمل ،وأن الفرقة والتشرذم ، مستنقعات تتكاثر فيها مليشيا الإمامة والكهنوت ،والمشاريع الصغيرة.
 
 ذكرى انتصار عدن ،يؤكد حتمية النصر ،وانه مهما طال ليل العصابات والمشاريع الصغيرة ،سيأتي فجر الجمهورية يمزق خيوط الظلام.
 
ومع زهوة ذكرى الانتصار الثامنة ،نؤكد أن عدن انتصرت فكان في نصرها سرورا لايوصف في قلب كل يمني ،وكان لذلك النصر نكهة مختلفة.
كان ثمن ذلك النصر تضحيات كبيرة من دماء خيرة الأبطال.
فتح انتصار عدن أبواب النصر في مختلف الجبهات ،في مأرب، وتعز والضالع ،البيضاء ،وصنعاء المحافظة ،وحينما انتكست عدن كان لانتكاستها انعكاس على واقع كل اليمنيين وجبهاتهم نتيجة الأيادي العابثة والحاقدة التي وجدت طريقها في المدينة وبدأت تغتال القيادات الوطنية ورموز التحرير ،فسالت الدماء ، واُفسدت تلك الفرحة في قلوب الناس ،وشوارع المدينة ،واقرت عين مليشيا الحوثي بما يحدث في عدن.
 
انتصار عدن ،يؤكد انها جغرافيا  ملهمة وإنسان مقاوم ،تلك الذكرى تضعنا أمام حقيقة أن الكفاح طريق للنصر وطرد المستعمر ،وأن  الانتصار الحقيقي لايكون إلا في ظل مؤسسات الدولة وخضوع الجميع للقانون.
تؤكد  أن النصر الذي يصنعه الأبطال اذا تُرك للعابثين واصحاب المشاريع الصغيرة ،يدفع فاتورته المواطن أضعاف مضاعفة.
تقول لنا عدن في الذكرى الثامنة للانتصار  أن الأرض التي تتخلص من الأبطال التي حموها وحررورها ، تبقى أسيرة الفوضى والعبث.
 
 
تؤكد لنا الذكرى الثامنة لانتصار عدن أن النصر وحده لايكفي ، للحفاظ على الحقوق ،وصون كرامة الناس ،وحفظ الامن والاستقرار ،وأنه لابد من وجود الدولة بمؤسساتها ،وقانون الكل أمامه سواسية.
 
انتصار عدن كان انتصارا عظيما، ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، وستنتصر عدن واليمن على كل المشاريع ، وستبهجنا بنصر جديد يقر أعين اليمنيين.
حفظ الله عدن وحمى أهلها الأبطال وجعلها مدينة الأمن والسلام كما كانت.
رحم الله الشهداء وعجل الله بالشفاء للجرحى ،والحرية للمختطفيين .
اخير نبارك لأبناء عدن وكل أبناء اليمن هذا الانتصار العظيم.
جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن بوست] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology