مقالات
الأربعاء 12 أكتوبر 2022 10:24 مساءً

العلاقة بين الصحة المجتمعية وتطور المجتمع

عبد الفتاح العودي
 
 
تظل الصحة المجتمعية العامة أهم قضية في حياة الشعوب وعاملا أساسيا من عوامل وأعمدة بنائها، فالمجتمع الصحيح السليم هو القادر على العمل والبناء والنهضة التنموية والعمرانية، حيث تؤكد هذه الحقيقة انعكاس الصحة العامة على نهضة الشعوب المتمثلة في البناء والإعمار والنهضة التنموية، كما تنعكس حالة التدهور الصحي وانتشار الأمراض والأوبئة والفيروسات على حالة المجتمعات، فكلما ارتفع مؤشر الصحة المجتمعية ارتفع مؤشر البناء والإعمار والتطور وحالة الإبداع والانجازات العلمية والأدبية والثقافية، وكلما انخفض مؤشر الصحة المجتمعية العامة نتيجة الأمراض والأوبئة والفيروسات وأمراض العضال وكذا المعدية كلما انخفض مؤشر التنمية الاقتصادية والثقافية والعلمية وتدهورت الحالة العامة للشعوب وتضررت نتيجة هذه الحالة . 
 
ولا يخفى ذلك على المتتبع للصيرورة التاريخية لدى الشعوب بأنه سيجد انعكاس اثر الصحة المجتمعية العامة على التنمية العامة لدى الشعوب من حيث السلب والايجاب ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ظاهرة بناء الاهرامات تطلبت رجال أقوياء أصحاء، فحرص الملوك وكذا المشرفون على إدارة عملية البناء على توفير الأطباء والبيئة الصحية المناسبة والتغذية الصحية المناسبة وانجع الأعشاب والأدوية الوقائية من الأمراض والأوبئة والفيروسات ، وأصبحت بعض البهارات سيدة لوجبة طعامهم كالثوم والبصل والتمر والبلح وكذا العسل، وذلك لتهيئة العمال صحيا لتلك المهمة الشاقة ، ولا يخفى على المختصين بالتغذية وكذا الطب البديل القيمة الغذائية والصحية والوقائية الفوائد العظيمة لما ذكرناه سابقاً . 
وكل مجتمع يحرص حكماؤه وأطباؤه على الاستفادة مماهو ممكن ومتوافر للتداوي به من الطب الوقائي والعلاجي ( عشبيا، حيوانيا، من خامات الطبيعة.. الخ )، وكذلك الشأن في كل العصور التاريخية الإنسانية التي مرت بها الشعوب . 
 
ولا شك أن مراحل ماقبل الثورة الصناعية كانت أفضل المراحل في صحة الشعوب المجتمعية العامة، وعند تتبعنا لحياة الشعوب سنجد- غالباً- فترات انتشرت فيها امراض وأوبئة قديمة- معاصرة وفي مواسم  أو فصول معينة وأكثرها كانت الصيف والشتاء أو الفترة الفاصلة بينهما حيث كانت تلك الفترة البيئة المناسبة لانتشار الأمراض والأوبئة والفيروسات المعدية وكان أفضل الفصول رخاء وسعادة وبناءا وإعمارا، وربما في مسألة التزامن الصحي كان يرتفع مؤشر الصحة المجتمعية العامة ويزداد البناء والإعمار والرخاء والاستقرار، حيث تكون الصحة المجتمعية العامة في احسن حالاتها. 
 
ونحن في بلادنا علينا كافة بدءا من وزارة الصحة العامة والسكان وممثلة في المركز الوطني للإعلام والتثقيف الصحي علينا واجب نشر الرسالة التوعوية التثقيفية الصحية العامة والمتمثلة في تعريف المجتمع الوطني المحلي في كيفية الوقاية من الأمراض والأوبئة والفيروسات والامراض السارية المعدية التي تكلف بلادنا خسائر فادحة من الناحية الصحية والمادية والاقتصادية وتؤثر على حالة التطور والرخاء والاستقرار والبناء والإعمار. 
وفي هذا الشأن سنتناول أكثر من جانب من محاور الصحة المجتمعية العامة وما تكتنفها من تهديدات وتحديات ممثلة في الأمراض والأوبئة والفيروسات والامراض السارية المعدية ونشر التوعية والثفافة الصحية المجتمعية وتفعيل رسالة المركز الوطني للإعلام والتثقيف الصحي وكذا رسالة المسجد ووسائل الإعلام المتعددة وكذا رسالة المدرسة من أجل وعي ثقافي صحي مجتمعي في كيفية الوقاية من الأمراض والأوبئة والفيروسات والنظافة العامة والرياضة الصحية والحفاظ على نظافة البيئة ونظافتها ووقايتها من عوامل الإضرار بها والمجتمع كافة.
جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن بوست] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology