السبت 27 نوفمبر 2021 11:11 مساءً
حكاية ١٠٩٦ يوم ..
يسلم البابكري
مساء السادس والعشرين من نوفمبر عام ٢٠١٨ كانت شبوة واليمن مع حدث سيكون له فيم بعد أثر كبير في واقع شبوة وتاريخها بل وواقع اليمن بشكل عام .. كان اﻹهمال قد وصل ذروته في المحافظة التي تمتلك الموارد .. قبل شهرين أو ثلاثة من هذا التاريخ نجح الوكيل اﻷول للمحافظة محمد صالح بن عديو في المهمة التي أسندت له من الرئاسة بإدارة ملف النفط من إقناع للشركات وتوفير الحماية وبدء الضخ والانتاج والتصدير كان النجاح في هذا الملف محفزا لرئاسة الجمهورية لطرح اسم الرجل كمحافظ وكان يكثر الإلحاح باعفائه من هذه المهمة لكن اﻷمر حسم فرئيس الجمهورية قد أصدر قراره ..كان التحدي كبيرا فالملف اﻷمني شائك ومعقد فما يزيد عن ٧٠% من جغرافية شبوة تحكم بعيد عن الدولة والملف الخدمي والتنموي والاداري أشق وأصعب والصورة سوداء قاتمة لا أفق يمكن رؤيته ، كان الإيجابي فقط هو أن شبوة كلها رحبت بالقرار ورأت فيه إنقاذها كانت واحدة من المرات النادرة التي تجمع فيها شبوة على شخص ترى فيه منقذها وتراهن عليه ..
زرته بعد صدور القرار مهنئاً وبداخلي مشاعر اﻹشفاق إذ المهمة شاقة بل مستحيلة ، تحدثنا عن الترحاب الغير مسبوق من الناس وأنه يضاعف الحمل فوجدت إصرارا عجيبا على النجاح وعبارات أمل أعترف أني لم اتوقعها .. لم أطلب المسؤولية وبذلت جهدي للفرار منها ومن لم يطلبها فالله كفيل بعونه .. سأفعل كل شيء ﻷوفي بثقة الناس .. ساشرك القطاع الخاص ..حصتنا من النفط سنوجهها للمشاريع .. سأطرق أبواب الرئاسة والتحالف .. سنرتب للتنسيق بين اﻷمن والجيش والنخبة لحفظ اﻷمن .. سنعمر الجسر والمستشفى .. سندشن الجامعة .. تعجبت حينها من حجم اﻹصرار والعزيمة وعدت بروح غير التي قدمت بها وأيقنت إن الرجل سينجح
وما استعصى على قومٍ منال إذا الإقدام كان لهم ركابا
١٠٩٦ هو عدد اﻷيام التي قضاها محمد صالح بن عديو محافظا لشبوة وإن كان هناك منصف صادق لايخالف ضميره فليس بوسعه الا أن يقول أنها أيام شبوة التي لم تعهدها من قبل .. كل يوم بل وساعة منها كانت تحدي وعوائق ومصاعب ومتاعب لكنها كانت تتلاشى أمام العزيمة واﻷصرار لم تخل من أخطاء والذين لا يخطئون من الناس هم الذين لايعلمون ..
عمل الرجل بكل جهده في زمن الدولة منهارة والموارد شحيحة والخصوم كثر والوطن كله ينهار فصنع مالم يصنعه آخرون في عقود طويلة وياللعجب عندما ترى العقول الفارغة النجاح إخفاقا والتسامح لديهم عدوانا ..
١٠٩٦ من الحرب على الرجل بسلاح الدول وإعلامها وأموالها وفي كل مرة يخرج منتصرا وأقوى وأصلب ..
١٠٩٦ تحية مضروبة في مضاعفاتها من الساعات والدقائق التي أفنيتها في خدمة محافظتك ووطنك يا أبا مصعب ، كلمة حق تقولها شبوة وكل اليمن وفاء في ذكرى توليك منصب المحافظة مشفوعة بالدعوات بالتوفيق والعون والسداد ..
جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن بوست] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology
YOU for information technology