إلى الحوثي أوجه رسالة وخطاب
لقد طفت قبل أيام حول مأرب علي أجد بعض إجابات عن سؤال واحد.
إلى متى ستظل مأرب صامدة ؟!
وكم هي مقدرتها على الصمود؟؟!
في مأرب حيث يحتشد أكثر من مليوني يمني فروا من مناطق حكم الحوثي ، وقد وغسلوا من العيش معه أيادٍ وقلوب. قرروا أن لايكون للحوثي عليهم سلطان في حياتهم فغادروا قراهم ومدنهم وتركوا بيوتهم ومزارعهم هناك غير عابئين، ثم تجمعوا هنا من عموم مناطق اليمن ثم اجمعوا أمرهم أن لايكون للحوثي إليهم سبيلاً .
طفت حول مأرب كباحث عن جواب فعدت محملاً بألف تعجب وألف سؤال واستغراب .
من مديرية الحداء محافظة ذمار كرسي المذهب الزيدي حاضنة مليشياتكم أيها الحوثيون التقيت بـزميل دراسة وصديق عزيز افترقنا منذ ذلك الزمن . فقد البكر من أولاده في معركة صرواح وآخر من أولاده معاق بسبب إصابة في جبهة أخرى ، ظننته سيلعن الحرب التي تسببت لإسرته الصغيرة بكل هذه الفواجع فوجدته مبتسماً كأن لم يكن شيئاً قد أصابه، غمرني كثير من الحزن فحاولت أن أواسيه فإذ به هو من يواسيني ويبشرني بالنصر القريب. !!!!.
في الطريق إلى الجبهة وفي الخطوط الخلفية رأيت أشباح من تراب تمشي على قدمين حافيتين سلَّم أحدهم علينا وثيابه يتناثر منها الرمل وكأنه قد خرج من الأجداث ليوم الحشر والنشور ، إنه من عمران يبتسم عائداً من الخطوط الأمامية وعلى عجالة يصف لنا كيف ترك رفاقه يحصدون جحافل الحوثيين كحصد المنجل للهشيم المحتضر، ثمة حسرة دهمتني وأنا أنظر لأحدهم يعرج وفيه اسياخ الحديد لازالت مثبتة وهو يصرخ بصوت كالرعد أهلاً بكم أيها الضيوف تفضلوا إلى الخيام ، لكننا واصلنت المسير، نحو كسارة جديدة تنصب لكم أيها الحوثيون على مشارف مأرب في كل اتجاه.
برفقة شباب من بني حشيش في صنعاء واحدة من معاقل الحوثيين دكتور ومعه ثلاثة من بني عمومته توغلوا بنا نحو الخطوط الأمامية ويرون لنا الكثير عن صور البطولة والبسالة والصمود.
أيها الحوثيون :
إني لكم ناصح أمين ليس حباً فيكم بقدر ماهو حب لهذا الشعب العظيم وهذا الوطن الغالي الذي تسوقونه إلى مقتلة عظيمة أليمة خاسرة.
عند العودة إلى المجمع تدرك أن ثمة رجال استثنائين هنا بنوا صروحاً عظيمة وانبتوا مدينة كبيرة من تحت أطباق الرمال وخلال اعوام قليلة . ليتبين لك أنك أمام شعب عظيم يخلق من الطين والرمال مدن وحواضر أشد صلابة من الحجارة والحديد. شعب يراد له أن ينكسر وهو يأبى إلا البقاء في وجه كل التحديات.
ثلاثة ملايين من البشر لا تكاد تجد بينهم متذمر واحد من الحرب ولا مهادن . رغم أنهم يكتوون بنارها في كل يوم بل وعلى مدار الساعة. لكنهم قد تكيفوا معها وأصبحت جزء من برنامجهم اليومي وعادة من عاداتهم التي لايستوحشونها.
أقول للحوثيين : قبل أن تفكروا في كيفية نهاية هذه المعركة مع هؤلاء القوم عليكم أن تتخيلوا مالم يكن في حسبانكم. مئات الآلاف هنا على أقل تقدير لن يموت واحد منهم قبل أن يفني منكم العشرات بل المئات، بمعنى أن عليكم أن تجهزوا ثلاثة مليون قتيل على الأقل قبل أن تحلموا في حسم المعركة ولن تحسموها أبداً مهما فعلتم ، فثمة مناطق أخرى لازالت تتربص بكم من بين أيديكم ومن خلفكم ، وعن ايمانكم وعن شمائلكم والله من فوقكم.
إني لكم ناصح أن تعيدوا تفكيركم إن كان مازال لديكم ماتفكرون به، وتحسبون له حساب. وإن كنتم مجرد أدوات للإنتقام من هذا الوطن العظيم وإنما يسوقكم أعداء هذا الشعب المحسود فواصلوا مسيرة المحرقة الكبرى حتى نهايتكم المحتومة.
أقسم لكم بالذي خلق السماء وبسط الأرض أن شيئاً لم يسجل له التاريخ نظير من قبل سيحجز له مكاناً بارزاً في صفحاته وسيحدث لكم على أسوار مأرب التي سبق لها وأن دونت تاريخها في الزبر الأولى وفي التوراة والأنجيل والقرآن .
مئات الآلاف هنا على أقل تقدير لم يعد لهم من عاصم يعتصمون به ولا ملجأ يلتجئون إليه إلا الله وحده، ثم متارسهم وبنادقهم وفؤواسهم ومناجلهم وقبضات أياديهم ومخالبهم واسنانهم . وستقاتلكم النساء من فوق أسطح البيوت والأطفال سيرمونكم بالحجارة إن عدموا السكاكين.
جهزوا ماتبقى من أبناء هذا الوطن ثم سوقوهم نحو الموت زرافات ليرضى عنكم أعداءنا وأعداءكم وأعداء هذا الوطن ويمنحوكم مزيداً من الضوء الأخضر لتواصلوا التسلسل في حبائل الشيطان واستدراجاته لكم ولنا جميعاً .
اقسم لكم بالله غير حانث ولا كاذب أن ثمة رجال وعددهم ليسوا قليلاً سيفنون منكم الكثير وليس لديهم مايخسرونه ، فلم يبق لديهم إلا ماحباهم الله به من كرامة سيصونونها من أن تمسوها بسوء.
ثمة انتقام تجسدونه بصلفكم هذا ضد هذا الشعب المكلوم المنبوذ بين الناس ، والذي لم يعد أمامه من شئ يحافظ عليه غير الكرامة والشهامة والرجولة التي لم يعرف من حياته كلها شئ يفتخز بها بين العالمين سواها، وهي في مأرب ومن أوى إليها ماثلة في أبهى صورها وأروع هيئاتها.
توقفوا أيها المغفلين الجهلة ولا توهدروا ماتبقى من فلذات أكباد هذا الوطن في هذه الهوة السحيقة لا أبا لكم.
ستندمون، وأقسم بالله أنكم ستندمون ، لكن ، ولات حين مندم.
YOU for information technology