مقالات
السبت 12 سبتمبر 2020 06:34 مساءً

نبي" الحوثيين " على ظهر بعير..!

د. محمد جميح

 

أما محمد #علي الحوثي فبعد "تخزينة" جامدة #تخيل نفسه النبي فغرد "من أغلق #عليه بابه فهو آمن"!

انتفخ كثيراً #هذه المرة وهو يتصور نفسه راكباً #بعيره يخطب في أهل مأرب الذين تخيلهم #كفار قريش، قائلاً: "اذهبوا #فأنتم الطلقاء"!

كانت تلك #العبارة كافية لأن يرى مسيلمة #الكذاب صلابة فروة بن مسيك.‏وعود #الحوثي لأتباعه بأنه سيدخل #مأرب كوعوده لهم من قبل بأنهم #سيحجون إلى مكة دون جوازات سفر، لأنه #سيستعيد-حسب زعمه- مكة التي يعتبرها #ملكاً لأجداده الغابرين.

وكما أن مكة #بعيدة على التاجر البعيد الذي #يحكم طهران فإن مأرب بعيدة على وكيله #القريب الذي يتحكم في #صنعاء.

‏قالت #مأرب اليوم كلمتها لجحافل المليشيات #في جبال مراد، كما قالتها أمس في #صحراء الجوف وبلاد الجدعان #ووادي عبيدة...

الأرض هي #العرض، في العرف القبلي، ولذا #يستبسل الرجال في الدفاع عن أرضهم ضد #المعتدين، الذين تسببوا بالحرب #الخارجية، ثم استغلوها فرصة لعدوانهم على #كل مدن البلاد.‏أما الذين فرحوا بهجوم #الحوثي على مأرب، والذين #ظنوا أن الحوثي سيدخلها لاقتلاع الإصلاح، #فهؤلاء لا تعيرهم مأرب أذناً #صاغية، لأنهم هم الذين رددوا الشيء #ذاته حينما كان الحوثيون على أبواب #صنعاء، عندما قالوا إن الحوثي سيدخل #صنعاء لضرب الإصلاح، ثم #يعود من حيث أتى"...

‏تعلمت #مأرب الدرس من شقيقتها صنعاء، #وعلمت أن الحوثي مخلب إيراني #يستهدف اليمن كله، لا صنعاء ولا مأرب #ولا الإصلاح أو أي فصيل بعينه، ولكنه #يريد اليمن كله، كما يريد أسياده في #إيران المنطقة كلها.

اسمعوها #بوضوح: مأرب ليست الإصلاح الذي تتعللون #به لإخضاعها، مأرب فوق كل الأحزاب #والمكايدات.‏ولأن مأرب كذلك يعيش #فيها الجميع ويدافع عنها #الجميع.

مأرب آوت #النازحين وأطعمت الجياع وفتحت #الباب للمضطهدين دون أن تسألهم عن #أحزابهم أو مدنهم أو مذاهبهم، ولأن #مأرب كذلك، فإنها منصورة #بإذن الله.

‏أرسل لي #صديق من صنعاء يقول: والله إن قلوبنا مع #مأرب، وإننا ندعو الله صباح #مساء أن ينصر أهلها على من اعتدى عليهم، #في إشارة بليغة لحجم المعاناة #لإخوتنا تحت حكم مليشيا "الحق الإلهي"، #وحجم الأمل المعقود على مأرب #وأهلها.‏وهنا يجدر أن نقول للقلة المتحوثة #من أبناء مأرب الذين مكثوا تحت #سيطرة الحوثي: يعدكم الحوثي بأنه #سيسلمكم مأرب إذا دخلها، كما وعد #غيركم ممن فتحوا له الطريق إلى #محافظاتهم. ونصيحتي لكم أن تسألوا عن #مصير المرتزقة الذين وظفهم الحوثي لغزو #قراهم ومناطقهم، قبل أن تشتركوا في #هذا العار.

‏أين ذهب #فلان بن فلان الذي أدخل الحوثيين إلى #حرمة محافظته؟ إن كان حياً فاسألوا #عنه، وإن كان ميتاً فافهموا.

الحوثي #يعدكم وعود الشياطين...

"يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا"...‏أما أولئك #الذين يقولون:"خلاص، #سلموا للحوثي، ومن تزوج أمنا كان #عمنا"، هؤلاء الذين يزعمون #الواقعية السياسية لا يفهمون طبيعة مأرب #وأهلها الذين يرفضون أن يحكمهم من #لم يختاروه، أو أن يتحكم بهم من يرى #نفسه أعلى مقاماً منهم، في وقت يرون #فيه أنفسهم ملوك التاريخ.

‏مأرب #لا تؤمن أن لدى الحوثي عقد زواج شرعياً #بانتخابات حرة، يا شهود الزور، #وإذا كنتم ترون أن الحوثي عمكم فابحثوا لكن #عن أم أخرى غير مأرب، غير اليمن #التي ترفض أن تكون أماً للزبيري #وقاتليه في الآن ذاته.‏من حسن حظ مأرب #أنها لا تقرأ ما يقوله بعض من اشتراهم #الحوثي من أبنائها المقيمين #تحت سلطته، من حسن حظها أنها لا تقرأ #تحليلات الواقعيين السياسيين #المتدثرين بثياب الوعاظ وحمائم #السلام.

مأرب لا تجيد #التحليل في السياسة ولا في الزواج، بل #تجيد المواجهة،والثبات على مبادئ #الزبيري والقردعي.

‏يا رئيس #الجمهورية

#يا وزير الدفاع

يا رئيس #الأركان

مأرب قاتلت #وتقاتل وستقاتل،لكنكم يجب أن تدركوا #أن المعركة اليوم مصيرية في #مأرب، لأن الحوثي يدرك أنه-بعد أن #جمع كل تلك الجموع-ستحل به كارثة إن خسر #المعركة،وتدرك مأرب أنه لا خيار #أمامها إلا النصر أو النصر.

الكرة في مرماكم #والخيار لكم.‏صحيح أن لدى الحوثي #عتاداً كبيراً وحشوداً كثيرة، لكن #يستحيل الانتصار على رجال يقضي #عرفهم أن الإصابة في الظهر عار في #ميدان المعركة.

‏مأرب #ستقاتل، والدماء التي تسيل يتحمل الحوثي #مسؤوليتها، لأنه هو الذي يعتدي #منذ ٢٠٠٤، وليس من ٢٠١٤ #وحسب.

وفرق كبير #بين المليشيا المعتدية والمقاومة المدافعة، #فرق شاسع بين من يعتدي ومن #يصد العدوان...

والعاقبة #للمتقين..‏أختتم بكلمات للشيخ صالح أبو عشة #المرادي الذي استشهد مدافعاً عن أرضه #وعرضه، وصار أيقونة مأرب في الشجاعة #والتحدي والدفاع #والشموخ:

 

يا فجة الوادي #ويا السبع السماوات #اشهدي 

أني على حدي #مقاتل من قتل منا شهيد  

حدي و متحدي #وابو شرمة معمر في #يدي 

وشبر من حدي #يساوي ملك هارون #الرشيد

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن بوست] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology