مقالات
السبت 25 يوليو 2020 01:40 صباحاً

موازنات معين تفضحه

مقبل الكازمي

منذ صعد الدكتور معين عبدالملك سعيد لرئاسة الوزراء مستثمرا غضب أبوظبي من الدكتور بن دغر، وهو يداري الرياض لتفادي غضب هادي المقيم بقصر الناصرية في الرياض على حساب أبوظبي التي توترت علاقتها بالرئيس منذ منعت طائرته من التحليق فوق عاصمته المؤقته عدن ديسمبر ٢٠١٧.

غير أن أبوظبي عادت للاستثمار في الرجل الزئبق ذو الوجه البلاستيكي لاضعاف شرعية الرئيس هادي -خصمها المعاند- واظهرت احتفاء كبير برئيس الوزراء قليل الخبرة منذ استقباله في أبوظبي حتى ترتيب الحفاوة المصرية المبالغ فيها مؤخرا.

فبعد ان فشلت أبوظبي في نزع شرعية الرئيس هادي بالضربة القاضية كما كان مرتبا في نسخة بحاح، تعود لاسقاطه بالنقاط في نسخة معين عبدالملك.

وقد سجلت هدف متقدم من تسلل البركاني لرئاسة البرلمان في ابريل ٢٠١٩ يعزز صمود معين في مواجهة هادي.

فشرعية الرئيس في الحالتين يجب أن تؤول لاحدهما، ويبدو ان اللمسات الأخيرة لإسدال الستار على حقبة هادي قد رسمت خيوطه في لقاء سري بين اللواء حمود الصوفي ومعين عبدالملك في الرتز كالرتول بالعاصمة المصرية القاهرة عشية زيارة الاخير.

اما الرياض التي تتمسك بالرئيس هادي كغطاء لتدخلها العسكري في اليمن، فقد بدت في عيون معين مجرد سلال غذائية لمركز سلمان او شوالات رز في خزينة البنك المركزي لتعزيز العملة اليمنية ورفع اسهمه من خلال برنامج (التعافي الاقتصادي) الذي يرتكز على المساعدات المباشرة من المملكة.

مباحثات رتز الرياض حول تشكيل حكومة الوفاق الوطني اليمنية هي الورقة الأخيرة بيد الرياض بعد أن سلبتها أبوظبي معظم أوراقها (السياسية) في اليمن.

ويرصد مراقبون تحولا كبيرا في موقف الرياض من دعم معين عبدالملك كمرشح وحيد لرئاسة الحكومة اليمنية، من خلال دعم وزير الإعلام معمر الإرياني والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام حزب الرئيس صالح.

وقالت مصادر مطلعة ان شخصية قيادية في الحزب وبايعاز من الرياض قدمت لابوظبي اسم الإرياني كخيار بديل يحظى بميزة الحاضنة المؤتمرية التي يقودها نجل صالح في أبوظبي، من خلفية التحالف الطويل بين العائلتين في قيادة الحزب والدولة على مدى عقود طويلة من حكم صالح الذي كان الدكتور الإرياني يده اليمنى في المؤتمر وذراعه الطويلة في العلاقات الخارجية اليمنية.

فهل يدرك معين عبدالملك معادلة التوازن الجديدة بين الرياض وابوظبي؟ أم يركن لوعود أبوظبي فحسب كما فعل بحاح من قبل؟

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن بوست] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology