مقالات
الخميس 09 يوليو 2020 02:13 مساءً

اخواني او إصلاحي؟

صلاح الباكري

تضخ وسائل الإعلام المناوئة لجماعة الاخوان المسلمين المحضورة تقارير اعلامية وماتسميه تسريبات ووثائق. عن الواقع الرهيب والحال المزري لهذه الجماعة التي تكشف وسائل الإعلام المناوئة لها مدى عدوانيتها وترهيبها للمجتمع وتآمرها ضد حكومات بلدانها والعالم اجمع. حتى نقلت تلك الوسائل الاعلامية من قنوات وحسابات رسمية لكبار رجال الدولة في منطقتنا العربية. إن الجماعة الإرهابية تقف خلف تخريب السلام مع إسرائيل ونشر الفوضى بين السود في أمريكا. واسقاط العراق وسوريا ولبنان واليمن في أيدي إيران خدمة للاطماع الفارسية.

نحن باليمن يقال ان لدينا فرعا من تلك الشجرة الإرهابية. لكن المتهم بذلك -حزب التجمع اليمني للإصلاح - ينفي في كل مره صلته التنظيمية او السياسية بتلك الجماعة وانه يمني صميم المنشأ ويمثل امتداد لمدرسة الإصلاح الديني اليمنية منذ المقبلي والشوكاني والبيحاني وابن الأمير الصنعاني بل يدعي ان جذوره ضاربة في الاعماق متشابكة مع جهادات ونضالات الهمداني والحميري.

كيف يمكننا فك هذا الاشتباك - في اليمن - بين هذه الاتهامات الكبيرة لجماعة إرهابية باطشة خطورتها على المجتمع اكبر من خطورة داعش والقاعدة - حد وصف امين عام منظمة التعاون الاسلامي يوسف العثيمين - وبين حزب الإصلاح اليمني الذي نعرفه ونتعايش معه منذ ثلاثون عاما في كل قرية ومديرية ومدينة. مدرسة وجامعة. في كل أسرة وبيت وناد وغربة وعزبة.على كل موتر ودباب وحافلة وطائرة. في الحقل والمصنع والمتجر والمختبر. هل كنا نعيش مع وحوش بشرية في كل هذه الميادين والزقاقات والحقول ولم نشعر بذلك. حتى كشف لنا الستار عبر وسائل الإعلام وتغريدات المغردين.لقد نافسونا - الإصلاحيين - في انتخابات اتحاد الطلاب وفي مقاعد الدراسة وفي مجلس النواب وفي النقابات المهنية والغرف التجارية. كيمنيين لم نر فيهم الا منافس عنيد ومبارز شهم وطالب مجتهد واستاذ مبرز. يغلبونا ونغلبهم احيانا. ولم نختلف معهم حول هوية اليمن او نظامه الجمهوري او وحدته الوطنية وسيادته ورعاية مصالح شعبه. تنافسنا حول من يدير البلد واتفقنا على الديمقراطية حكما في هذا الجدال والنزال.والحق يقال انهم عانوا من حكومتنا-المؤتمرية- الكثير من المضايقات في اعمالهم ووظائفهم. وحتى نشاطهم السياسي. كنا نستقوي بأجهزة الدولة وامكاناتها. وان هم حكموا يوما بالطبع يسلكون نفس سلوكنا تجاههم. وهذا سبب خوفنا من وصول السلطة إليهم يوما ما. كل هذه حقائق عشناها معا. وهواجس ومخاوف مشروعة تجاه بعضنا. لكن مع كل ذلك فإن حديث الإعلام عن شيطنة الإصلاحيين غير موفق البتة. وهذا يجعلنا نطرح فرضية أخرى لعل فيها مخرجا من هذا اللغط الاعلامي. دون اتهام الإعلام بالكذب والمخاتلة. مع عدم ظلم الإصلاحيين اليمنيين في نفس الوقت وهي. أما ان يكون الإصلاح اليمني فعلا منبت الصلة عن جماعة الإخوان المسلمين الموصوفة بالعنف والدعششة. او ان الإصلاح جزء منها ولكن واقع وحقيقة الجماعة 

 على غير مايصفها به الإعلام.

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن بوست] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology