مقالات
الأربعاء 17 يونيو 2020 11:30 مساءً

ماذا تريد السعودية من تعز ومقاومتها؟

ياسين التميمي

 

#صحيفة_عكاظ منذ أكثر من خمس سنوات وهي تنشر تقارير عدائية ضد من تسميهم الإخوان، وتضيف إليهم كل يوم شخصية جديدة وجديرة بالاحترام والتقدير لكي تلقي عليها كل التهم والافتراءات المنتجة في مطابخ شديدة البلادة مخصصة جزء كبيرا من بذاءتها للنيل من محافظة تعز ومقاومتها.

 

 ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن أنها كما بقية الصحف والمواقع الإليكترونية السعودية، تضيف كل مرة عدواً جديداً محلياً أو إقليمياً للتدخل العسكري الفاشل للمملكة في الساحة اليمنية وكأنها الحصيلة المفترضة من جملة الأطراف الدولية والإقليمية التي دعمت وأيدت هذا التدخل قبل أن يصاب الجميع بخيبة أمل كبيرة ويصطدمون بالنهج العسكري الكارثي للرياض وأبوظبي في اليمن كما في ليبيا وغيرها.

 

لم يسلم قائد المقاومة الوطنية #الشيخ_حمود_المخلافي ومن خلفه مقاومة تعز والذي فتح صدره وقلبه للتحالف واعتقد أنه يستند إلى ركن شديد، ولم يجن من هذا التحالف ومنظومته العسكرية والسياسية والإعلامية سوى الغدر والخذلان والاتهامات والتشويه المُسِفْ والمفتقد إلى الأخلاق والرجولة. فها هي عكاظ المنبر الإعلامي السعودي الأكثر انحطاطاً تجدد -وبإيعاز استخباراتي- الهجوم على الشيخ المخلافي وتحاول أن تشوه الدور الوطني الذي يقوم به الرجل الذي يتصرف في وضح النهار لا يلوي على شيء خفي. 

 

فهي على سبيل المثال تتهمه بإنشاء معسكرات في #تعز وتتهم قطر بتمويل هذه المعسكرات، وتضيف إليهما تركيا باعتبارها الدولة التي يقيم فيها قائد المقاومة، وكأن قيادة العمل المقاوم بما تقتضيه من استعدادات بشرية ومادية تهمة أو عيب. إن مهمة قائد المقاومة أن يتصرف بهذا القدر من الاستعداد القتالي وأن يواجه الحصار ويتغلب عليه.

 

وهكذا سيظل هؤلاء الأوغاد يدورون حول هذا النوع المضحك من الاتهامات، التي تربط أي جهد وطني نبيل بالارتهان للخارج وكأن اليمنيين وقادتهم ليس لديهم من الدوافع ما يكفي ليقوموا بواجبهم تجاه وطنهم وشعبهم.

 

هجوم صحيفة عكاظ يأتي بعد يوم واحد من اغتيال القائد ابو الصدوق، السلفي الذي خرج على القطيع، وتصرف كمقاوم ينتمي لشعبه ووطنه. إذ كيف لسلفي تُحركه الفتوى أن يتحول إلى قائد وسياسي وصاحب مشروع وطني، ليست هذه مهمته، فكل ما عليه أن يكون مشابهاً لاحد النماذج المشوهة من الرجال الذي أطلقتهم في الساحة اليمنية من القاعدي قاسم الريمي إلى نسخته الأقل شأنها أبو العباس وهاني بن بريك وغيرهم الكثير، ويقوم بما يجب أن يقوم به من وحي الفتاوى السياسية والأمنية السرية التي تصاغ في الرياض، ليتحول التخلص من دوره الشرير فيما بعد إلى واجب لا تُحسن القيام به إلا الأجهزة الأمنية السعودية، التي تُحوِّلُ الخلاصَ السهل من أدواتها إلى أحد الفتوحات العظيمة التي يصفق لها الغرب.   

 

 والسؤال الذي يتعين توجيهه إلى المنبر الأصفر السيئ السمعة "عكاظ" ومن خلالها إلى من يدعمها ويمولها ويوجهها: لماذا يستمر تمدد الحوثيين وتستمر انتصاراتهم بعد كل هذه السنوات من الحرب واستعراض القوة من جانب التحالف؟ ولماذا دعمت السعودية انقلاباً جديدأً بأهداف انفصالية في عدن وزودته بأحدث الأسلحة وصمَّمَتت اتفاقاً اسمه اتفاق الرياض لحماية هذا الاتفاق؟.

 

وضمن أي تنصنيف تدخل النخب والأحزمة الأمنية التي تقاتل السلطة الشرعية اليوم؟ هل كان يجب على قطر ان تدعمها لتصبح تشكيلات خطيرة ومعادية للتحالف وللأمة العربية لمشروع الدفاع عن الأمة في وجه "المد الإيراني"؟

 

وهل يعقل أن تتحول تطلعات اليمنيين إلى إنهاء المهددات المحيطة بدولتهم إلى جهد تخريبي معطل لاتفاق صُمم لتحطيم هذه الدولة، وللتغطية على الدعم المكشوف الذي تقدمه المملكة، وتساند من خلاله المشروع التخريبي الذي يقوده #حمد_المزروعي أو قل #محمد_بن_زايد لا فرق فكلهم في الوضاعة سواء.

 

والسؤال الأهم لماذا تكدس السعودية أسلحتها في محافظتي #المهرة و #سقطرى وتعمل كل على تجريف آخر ما تبقى للسلطة الشرعية من نفوذ؟

 

والخلاصة هي أن السعودية هي من يقود كل هذه المؤامرات على اليمن وشعبه ويسعى إلى إسكات مناضليه ومنهم الشيخ حمود المخلافي والوزير صالح الجبواني، أو حملهم على التوقف عن القيام بالواجب الملقى على عاتقهم، انتظاراً لما ستؤدي إليه الجهود العبثية للأمير فهد بن تركي، والسفير السعودي غير المقيم محمد آل جابر، والإرادة السياسية المرتبكة والمتوجسة والمسكونة بالقلق من ضياع السلطة في كل من الرياض وأبوظبي.

 

يراد لليمنيين أن يظلوا متفرجين لكي يستكمل هؤلاء العبثيون خطتهم ومؤامراتهم مطمئنين إلى أن قيادة السلطة الشرعية وضعت ما يكفي في أيديهم من أوراق وصلاحيات لإكمال المخطط القبيح الذي يراد له أن يمر فوق إرادة أكثر أبطال اليمن صدقاً ونضالاً وكفاحاً.

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن بوست] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology