مقالات
الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 03:56 مساءً

استغلال اسم الحمدي والحمادي

عنتر الفتيحي

نجح الناصريون بتعز في إخماد جذوة التفاعل مع جريمة اغتيال العميد الشهيد عدنان الحمادي، وعزلها عن محيطها الشعبي منذ اللحظة الأولى لعملية الاغتيال!

أرادوا استثمار جريمة اغتيال الحمادي، وهذا من حقهم بمنطقهم السياسي الذي يقف عند المصلحة الخاصة ولا يبالي بالمسافة الفاصلة بينه وبين المصلحة العامة لتعز أولا وللبلاد عموما.

عملوا بشتى السبل لتقزيم القضية سياسيا وعسكريا وشعبيا، وبدلا من أن يتكاتفوا مع جميع القوى لتحشيد الرأي العام في تعز والرأي العام الوطني للضغط من أجل التحقيق والكشف عن كامل ملابسات الجريمة وخيوطه، ذهبوا لصبغها بطابع مناطقي سيء، بل ومحدود لا يتعدى بعض مديرية المعافر، معتقدين أن هذا سيلهب نصف تعز على نصفها الآخر وفق ما يملي لهم الممول الخبيث، وسعوا لاستثمار الجريمة والتكسب عليها سياسيا على حساب الدم والتاريخ والنضال الحمادي الفريد!

لقد عملوا على عزل الشهيد الحمادي عن بقية ألوان الطيف السياسي والرأي العام الذي يرى في الشهيد عدنان قائدا وطنيا، ويرى في رحيله بهذا التوقيت خسارة وطنية لا يحق لأي تنظيم أو تيار سياسي اختزاله في كيانه الصغير.

يجيد الناصريون نصب خيم العزاء، ابتداء بخيمة عبدالناصر، مرورا بخيمة عزاء الحمدي الذي لم يكن ناصريا في يوم الأيام لكنهم جيّروه لحسابهم إعلاميا، ونصبوا خيمة عزائه على أرض مغصوبة، ورغم ذلك أجبرهم التحالف الحالي مع "طارق" على أن يغادر معظمهم هذه الخيمة، وهو ذات التحالف الذي أجبرهم ليغادروا جميعا خيمة عزاء عيسى أحمد سيف، بل وأحرقوا الخيمة والصور التي كانت تملأ منصتها وجوانبها..!!

الحمادي مثل الحمدي، لم يكن ناصريا في يوم من الأيام، لكن الناصري هو نفسه الناصري، وهاهم يكررون مع الحمادي ما فعلوه مع الحمدي، ولاحقا سيغادرون خيمة عزاء الحمادي ويحرقونها لصالح طرف جديد ستفرضه تلك الأيام..!!

إن كان هناك من فارق، فهو أن هدف اختزالهم الحمادي داخل كيانهم ليس لاستثمار القضية لمصالح معينة وفق إملاءات الممول، بل يرى البعض أنها محاولة أشبه ما تكون بنحيب الزوجة على زوجها الذي قتلته بهدف تتويه المحققين، فذهبوا يوجهون أصابع الاتهام هنا وهناك وبطريقة عبثية لتصبح الجريمة كما لو أنها غامضة رغم وضوحها وأنها وقعت في عز النهار وبمنزل الشهيد وبين أسرته وأمام مرافقيه وحراسته!

كان الأولى بهم أن يتخلوا ولو لمرة واحدة عن أنانيتهم المفرطة وانتهازيتهم السمجة وهم يحاولون عبثا فصل اللواء ٣٥ مدرع الذي كان يقوده الشهيد الحمادي عن وزارة الدفاع والقيادة العليا للقوات المسلحة!

كان الأولى بهم عدم تقزيم هذه الجريمة عسكريا وجعلها قضية اللواء ٣٥ مدرع فقط لا قضية المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها الشهيد!!

لقد كان الشهيد الحمادي واضحا في تصريحه التلفزيوني عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها، وكشف فيها بكل صراحة عن الاعترافات التي أدلى بها أحد المنفذين لتلك المحاولة الفاشلة من الذين تم القبض عليهم، وأكد أن العملية مدبرة من "علي عبدالله صالح"، وراح يتوقع الهدف منها، وكيف سيجري التعامل مع العملية في حال نجاحها ولمن ستنسب وكيف سيتعامل معها إعلام ناشطي الشرعية، كما كشف عن الذي مول وخطط وفر إلى الدمنة، وهو ما حدث بعد جريمة الاغتيال التي استشهد فيها اليوم!!

لم يتطرق التنظيم الناصري أبدا لهذه التصريحات المسجلة، والسبب هو التحالف مع طارق الذي أصبح بالنسبة لهم أخا من "الرضاعة"، وأحرقوا هذه التصريحات وذروا رمادها في الريح.. ولقد كنت أتوقع قبل قليل أنهم سيحرقون خيمة عزاء الحمادي مستقبلا لصالح طرف ما، ولم أكن أتوقع أبدا أنهم سيلغون معطيات تلك العملية الفاشلة وتصريحات الحمادي بشأنها، وأنهم قد بادروا إلى إحراق خيمة الحمادي منذ ساعة نصبها..!!

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن بوست] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology