اخبار تقارير

الكتاب المدرسي بعدن .. أزمة في المدارس ووفرة في الأسواق

السبت 26 أكتوبر 2019 06:17 مساءً منارة عدن – هدية الرحمن أحمد :

تقضي أم حسام (في العقد الخامس من العمر) ساعات بحثا عن كتب مدرسية لأبنائها في الأسواق المخصصة لهذا الغرض بمحافظة عدن التي تحول فيها الكتاب المدرسي منذ بدأ العام الدراسي الجديد إلى سلعة تجارية، وذلك بالتزامن مع انعدامه في المدارس .
وتبدو أم حسام وهي أم لثلاثة طلاب -أحدهم في المرحلة الثانوية- في مهمة صعبة لتأمين جميع كتب أولادها الدراسية باهضه الثمن مقارنة بدخلها المحدود في عدن, التي يعيش سكانها على وقع أزمات اقتصادية وسياسية وعسكرية تمددت آثارها إلى العملية التعليمية.
تقول أم حسام لـصحيفة "منارة عدن" إنها وجدت نفسها مضطرة لتحمل عناء البحث عن الكتب المدرسية في الأسواق وتكاليف شرائها من أجل مستقبل أطفالها، وتضيف "بأن كل ما حصلت عليه هو نسخ مصورة، وهناك بعض الكتب لا تزال غير موجودة".
وتشهد عدن أزمة في توفير الكتاب المدرسي لمختلف المراحل الدراسية منذ بدأ العام الدراسي الجديد، حيث لم تتوفر الكتب المدرسية لكافة المراحل، في الوقت التي تباع فيه بشكل علني في عدد من الأسواق وعلى قارعة الطريق ، وفي حين تشكو غالبية المدارس بعدن من انعدام الكتاب المدرسي.


مشكلة كبيرة وخطر يهدد مستقبل أبنائنا الطلاب بالأمية


تقول "ماريا منصور" - معلمة مادة قرآن كريم والتربية الإسلامية في مدرسة عبد الواحد عباد الكثير من المدارس ان لم تكن كلها في مدينة عدن تعاني من نقص حاد في الكتاب المدرسي وانعدامه في ظل تجاهل تام من المسؤولين وهذا يؤثر سلبا على الطالب والمدرس والعملية التعليمية .
وترى "ماريا" بأن عجز الجهات المسؤولة عن توفير الكتاب المدرسي لطالب أصبح مشكلة كبيرة تشكل خطر على مستقبل أبنائنا الطلاب، وتهددهم بالأمية، الأمر الذي أجبر الأهالي على اللجوء لشراء الكتب المدرسية من السوق السوداء التي اجتاحت المدينة مؤخرا .
وتضيف "ماريا" "حسب علمي أن الكتاب المدرسي يطبع لكنه للأسف غير متوفر في المدارس ومتوفر في الأسواق وهذه المشكلة مستمرة منذ أعوام حيث كنت في الاعوام الدراسية الماضية أقوم بنسخ الملخصات وتوزيعها للتلاميذ الذين لا يستطيعون شراء الكتب"


نسبة العجز في الكتاب المدرسي وصلت الى نحو 70 % تقريبا


وبحسب معلمة مادة اللغة العربية في ثانوية عبد الباري قاسم فان أزمة الكتاب المدرسي تتفاقم وسط تجاهل وزارة التربية والتعليم، وأن نسبة العجز في الكتاب المدرسي وصلت الى نحو 70 % تقريبا في ظل عجز مكتب التربية في عدن عن توفير الكتب المدرسية
وقالت في حديث للصحيفة بأن الوزارة لم تقم بطباعة الكتب المدرسية منذ العام 2015 عقب تحرير مدينة عدن نتيجة لرغبة القائمين على المرابحة من خلال الطباعة في أماكن أخرى ما تسبب بخلاف كبير توقف على إثره الطباعة وأدى ذلك إلى تلف الكتب المتداولة في المدراس ونقص الكمية عام بعد عام.
بدورها ترى الأستاذة "فاطمه" وكيلة مدرسة خليفة بخور مسكر "أزمة الكتاب المدرسي وعدم وجوده مع الطالب أصبح يعرقل العملية الدراسية ولا يسير المعلم وفق الخطة التي أعدها المدرس في بداية العام فضلاً عن عدم استيعاب الطالب لما يقوله المعلم والتقصير في الواجبات المدرسية".

 

أزمة تتفاقم انعكست سلباً على تدهور المستوى الدراسي


وقالت "فاطمة" إن أزمة الكتاب المدرسي أثر سلبا على الطالبات أولا, ثم على المعلمين حيث كانت سببا في تأخر فهم واستيعاب الطالبات للدروس وعدم قدرتهم على استذكار المعلومات التي تم شرحها في الحصة الدراسية، إذ تحتاج الطالبات للكتاب في مراجعة دروسهم وكتابة واجباتهم .
وأضافت "فاطمة" "أثر نقص الكتب في المدارس على مستوى الطلاب عندما لا يوجد كتب مع الطالب لا يستطيع التهيؤ في البيت والاطلاع على الدرس قبل إلقاء المعلم وايضا أثناء تقديم الدرس من المعلم يجد الطالب صعوبة في الفهم ويشعر الطالب بالملل وعدم الانتباه ناهيك عن كمية الكتابة المضاعفة الذي تفرض على ابنائنا "
وفي حين تبقى أزمة الكتاب المدرسي الهاجس الاكبر لدى المعلم ولدى الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء، فإن المعلم يعاني من قلة مشاركة الطالبات في الفصل و إعادة الشرح أكثر من مرة والتأخير في تسليم الدفاتر، وكتابة مخلص على السبورة يأخذ منه وقتا طويلا ويكون على حساب شرح الدرس".
وتضيف "سارة السقاف" – وهي طالبة في الصف الثالث الثانوي القسم العلمي - إن انعدام الكتاب المدرسي قد تسبب لها في الكثير من المعاناة والعوائق التي انعكست سلباً على تدهور المستوى الدراسي لها وعدم القدرة على المذاكرة للدروس وكتابة الواجبات المدرسية
وأضافت "سارة" أيضاً :" اعاني من هذي المشكلة في جميع مراحل الثانوية المواد التي لم تتوفر الكيمياء والأحياء الفيزياء الفقه والحديث والادب والنصوص والبلاغة والرياضيات والانجليزي ونتعامل مع هذي المشكلة اما بطبع المواد او الشراء وهناك بعض البنات لا يوجد لديهم المقدرة للطبع او الشراء فتضطر للجلوس بدون كتاب وهذا يؤثر على مستواها الدراسي بشكل كبير.