اخبار تقارير

جرحى الحرب باليمن..بين التضحة والإهمال

الأربعاء 17 يوليو 2019 08:01 مساءً عدن بوست - صدام اللحجي:

مئات الجرحى من المقاومة الجنوبية والجيش الوطني ممن  يلفهم النسيان إنها إحدى المآسي التي طورتها موسوعة الإهمال وما أكثرها ومع دخول الحرب في البلاد عامها الرابع ليس ثمة مؤشرات على التغيير أو بوادر لحلول يتهم التحالف العربي مليشيا الحوثي الإيرانية بإدخال البلاد في أتون حرب راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء والجرحى انهم جرحى الحرب الذين طالهم الإهمال في مناطق مختلفة من البلاد لسان حالهم يقول ارفعوا المعاناة عنا إنه ملف إنساني يغلفه فساد مالي كبير تقع مسؤوليته بدرجة أساسية على الانقلابيين الذي كان لهم اليد

في تدهور الوضع الصحي ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية كل هذا يبدو لوهلة أنه أمر معروف ومحسوس في سياق التخبط الذي يعيشه اليمن.


حلم السفر


سلبت الحرب في اليمن جنوبا وشمال الآلاف من المواطنين أجزاء من أجسادهم وتركتهم في مواجهة حياة فيها من الصعوبات الكثير في بيئة غير مجهزة للأشخاص ذوي الإعاقة فبات حلمهم الحصول على طرف اصطناعي لا أكثر في ظل البعض منهم للسفر خارج البلاد وآخرون ينتظرون دورهم هذا أن جاء دورهم للسفر وتذبذب الدعم الذي يتراجع يوميا بعد آخر بات حلم الحصول على طرف اصطناعي عزيزا فالأشخاص الذين بات لديهم بتر بسبب الحرب كثيرون جدا.


فقدت ساقي


يقول جعفر (25 عاماً) الذي فقد ساقيه بانفجار عبوة ناسفة قبل نحو عام ونصف: أصعب ما في الحياة هو العجز عندما هجّرنا من بلدتنا وخسرنا منزلنا وأرضنا كنت مؤمناً بأنني قادر على متابعة الحياة لكن بعد تعرّضي للحادث وخسارة رجليّ اسودت الدنيا في وجهي فقد جلست في الكرسيّ وزدت أعباء أسرتي بدلاً من مساعدتها يضيف سجلت في عدة مراكز للحصول على طرفين اصطناعيين منذ أشهر وإلى اليوم أنتظر تحديد موعد لي إذ لم أحصل على موعد بعد ولا أملك سوى الأمل فوضعنا المادّي لا يسمح لي بتركيب الطرفين على حساب عائلتي.


تقرحات بالساق


أما عمر إمام الذي يعمل في محل لمواد غذائية وكان قد أصيب بطلق ناري من قبل مليشيا الحوثي في الفخذ اليمنى انقطع بسببه الشريان والعصب الوركي ما تسبب بهبوط قدم وفقدان الإحساس من الركبة حتى القدم والتهاب حادّ وتقرحات في القدم وخضع لعدة عمليات جراحية لكن من دون أي جدوى فقد بترت ساقه من الركبة في نهاية المطاف.


تركيب طرف


يضيف حاولنا التواصل مع جهات عدة في مركز الأطراف الصناعية وأعطيت موعداً عقب خمسىة أشهر وعندما ذهبت في الموعد لأخذ القياس قرروا إجراء عمل جراحي لي لتصحيح البتر وبالفعل أجريت العملية وعلى إثرها جرى إعطائي موعداً عقب تسعة أشهر وبعد انقضائها راجعتهم وأخذوا القياس لي لكنّ الطرف لم يجهز ما تطلّب مراجعتهم عدة مرات حتى حصلت في النهاية عليه مجاناً يتابع مضى على تركيب الطرف نحو عام لكنّي ما زلت أشعر بألم عند المشي وبالرغم من ذلك فقد سهّل الطرف الاصطناعي حركتي كثيراً يلفت إمام إلى أنّ هناك ضغطاً على المراكز المجانية لتركيب الأطراف الاصطناعية ما قد يجعل الشخص ينتظر عدة أشهر وغالباً ما يتحمل الأشخاص ممن لديهم بتر ذلك لعدم توفر الإمكانات المادّية لشراء طرف اصطناعي.


انتظار وإهمال


جريح آخر يتحدث معنا اشترط عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة يقول بترت ساقي بعدما أصبت بطلق قناص تابع لمليشيا الحوثي في الحرب الأخيرة حصلت على وعود كثيرة بنقلي للعلاج في الخارج في ظل عدم وجود متخصّصين لكن حتى اليوم لم أستطع السفر مشيراً إلى ضعف التنسيق بين شركة الطيران التي تنقل الجرحى إلى الخارج والمراكز المعنية ويشكو من إهمال الأطباء للجرحى في المستشفى في العاصمة الذي يعالج فيه بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الجرحى في ظل نقص الأدوية عدا عن الانقطاع الدائم للكهرباء في ظل ارتفاع درجة الحرارة يقول يشتري الجرحى الأدوية على نفقتهم الخاصة ما يزيد من معاناتهم علماً أن بعضهم يحتاج إلى أدوية يتجاوز سعرها عشرة آلاف ريال يمني مع ذلك يبدي مختار تفهمه للأوضاع السيئة التي تعيشها المنظومة الصحية في عدن ولحج علماً أن غالبية إصابات الحرب هي في العظام في الوقت نفسه.


واقع مؤلم


أعداد كبيرة جداً ممن لديهم بتر يحتاجون لأطراف اصطناعية واقعهم مؤلم لأنّنا نسيناهم فلهم الحق بالحياة مثلنا تماماً ولهم نصيب من الوظائف بمختلف المجالات لكنّنا تجاهلناهم وزدنا من معاناتهم بأسلوبنا الأناني وبنظراتنا الضعيفة فهم قادرون على أن يفعلوا المستحيل حصولهم على طرف اصطناعي بات حلماً بالنسبة لهم فمعظمهم فقد ساقه منذ الحرب في ظل عدم وجود إحصائية دقيقة لهؤلاء الجرحى لكنّه رقم كبير في خضم الصعوبا التي يواجهونها تبدأ بالحصول على الطرف وبعده العمل وبعده قبول المجتمع لهم فإلى اليوم لا نملك أيّ مرفق مجهز هندسياً للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية أكان محلاً تجارياً أم عيادة أم مؤسسة أخرى.


يد العناية للإمارات


وجه آخر من أخبار اليمن لا يُسمع عنه كثيرا جسر طبي يتزايد ومنازل تفتح خارج حدود البلاد لمرضى بغية متابعة علاجهم وتطبيب مستمر من دول التحالف العربي ممثلآ بدولة الإمارات العربية لرعاية المرضى والجرحى من عناصر الجيش والمقاومة الجنوبية وهي تقوم بتطهير البلاد من مليشيا الحوثي الإيرانية وكشفت مصادر طبية يمنية عن دور التحالف العربي في الإغاثة الطبية للجرحى اليمنيين في صفوف الجيش وتبين من خلال الإحصاءات جهود كبيرة في نقل الجرحى لتلقي العلاج في دول أخرى منها مصر والهند والأردن والإمارات العربية وغيرها.


الأرقام تتحدث


وعمل التحالف على رأسه دولة الإمارات العربية خلال الفترة الماضية على علاج أكثر من 21 ألف جريح يمني بحسب إحصائيات طبية يمنية التي أوضحت مدى الاهتمام والرعاية التي وفرتها دولة الإمارات للجرحى اليمنيين المتأثرين بالحرب التي شنتها مليشيا الانقلاب على اليمن في 21 أيلول سبتمبر 2015 بعلاج
(5752) جريحا تم علاجهم في مستشفيات القطاع الخاص في اليمن و(1000)حالة عولجت في المراكز الطبية المتخصصة بإصابات العيون كما تم علاج (534) جريحا ومصابا في الأردن و(280) في السودان.