اخبار تقارير

معلم للإيجار.. حكاية المعلمين غير الأساسيين في محافظة شبوة

الاثنين 08 يوليو 2019 11:21 مساءً عدن بوست - شبوة - خاص - عدنان المنصوري:

المعلم سالم أحمد العجي (30 عاما) يقف الى جانب العشرات من زملائه حاملا لافتة مكتوبا عليها " نريد رواتبنا تستمر خلال الاجازة" وسط مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة الواقعة جنوب شرقي اليمن.

 

ويعمل سالم مدرسا غير أساسي (متعاقد) في احدى مدارس مديرية نصاب غربي محافظة شبوة.

 

وينفق العجي راتبه الذي يصل الى (25 ألف ريال يمني) لإعالة اسرته التي يتجاوز عدد افرادها 6 اشخاص معظمهم أطفال.

 

ويتحدث الينا سالم بصوت فيه غصة " كأن وضعنا المعيشي المتردئ لا يكفي ففوجئنا بعدم صرف مرتباتنا خلال الاجازة الصيفية التي بدأت بشهر يونيو وتمتد لمدة ثلاثة أشهر".  

 

ومطلع الأسبوع الجاري كان عشرات المعلمين غير الأساسين (البدائل) يصطفون على مدخل الإدارة المحلية ( مقر الحكم المحلي ) في محافظة شبوة وهم يرفعون شعارات تطالب السلطة ببعض الحقوق لهم بينما كان وفد السلطة المحلية بقيادة محافظ المحافظة الأستاذ محمد صالح عديو يدخل الى الإدارة نفسها لعقد احد الاجتماعات الدورية لسلطة المحافظة.

 

مطالب مرفوعة

 

أصدر المعلمون المحتجون بيانا صحفيا تضمن أربعة مطالب لهم كان على رأسها استمرار صرف رواتبهم خلال الاجازة الصيفية تنفيذا لوعود شفهية حصلوا عليها من مكتب التربية بالمحافظة في وقت سابق.

 

الا أن هذه الوعود قد ذهبت مع الريح إذ ذهب الأستاذ مهدي سالم لكسر ليستلم راتب شهر يونيو المنصرم فأعرب له الموظف المكلف للصرف عن أسفه كون مكتب التربية أمر بصرف مرتبات المعلمين الأساسين كاملة دون أن يخصم منها شيئا للمعلم البديل فعاد خالي الوفاض كما يحكي لنا قصته.

 

ويتقاضى سالم لكسر راتبا شهريا لا يتجاوز راتب زميله العجي كثيرا مقابل تدريس أكثر من عشرين حصة دراسية في الأسبوع الواحد.

 

ولذلك احتل هذا الأمر المرتبة الثانية في قائمة مطالب المعلمين المحتجين اذ طالبوا بزيادة رواتب المعلمين المتعاقدين ( غير الأساسين) كونه لا يكفي لسد احتياجاتهم الأسرية.

 

وطالب المعلمون ايضا بتفعيل نظام العقود الرسمية بين المعلم البديل ( المتعاقد ) ومكتب التربية بالمحافظة واعتماد أولوية الوظائف للمتعاقدين.

 

ومثل حال المعلم سالم لكسر يقطع المعلمون وخاصة في المناطق الريفية الساعات الطوال مشيا على الأقدام قبل أن يصلوا الى مدارسهم التي يشكل المعلمين البدائل كل قوام هيئاتها التدريسية في بعض القرى.

 

وكانت الوقفة الاحتجاجية للمعلمين بمثابة الجزء الظاهر من مشكلة أعمق معقدة قانونيا وتربويا وناتجة عن توقف عجلة التوظيف في البلاد منذ مطلع الجيل الحالي ووضع المعلم البديل حلا مؤقتا للعجز في توفير الكادر التدريسي وللتخفيف من أعداد العاطلين عن العمل من حملة المؤهلات الجامعية.

 

الخطر الحقيقي ...

 

ويرى معظم من تحدثوا الينا من المعلمين المشاركين في الوقفة أن هناك خطرا حقيقيا يتهدد المعلم البديل كونه يمكن أن يصبح في الشارع بدون عمل في أي لحظة.

 

إذ يمكن للمدرسة بالتنسيق مع مكتب التربية في المديرية التي يعمل بها المعلم الاستغناء عن خدمات المعلم البديل او تغييره في أي وقت من السنة الدراسية.

 

وفي احدى مدراس محافظة شبوة يعمل الأستاذ عوض عبد الله عوض وهو يحمل مؤهلا جامعيا لكنه قطع راتبه دون انذار سابق ودون أن يعرف أسباب ذلك.

 

ويقول عوض ان راتبه كان مقداره عشرين ألف ريال يمني وكانت معرضة للخصم والاجتزاء والان قطعت تماما.

 

تجاوب سريع، لكن ناقص

 

عندما دخل محافظ محافظة شبوة محمد صالح عديو الى مبنى الإدارة المحلية مر موكبه على وقفة المعلمين وأثناء اجتماعه الأول لذلك اليوم وجه وكيل المحافظة الدكتور عبد القوي لمروق ومدير عام مكتب التربية بالمحافظة بالجلوس مع ممثلين عن المعلمين المحتجين والاتفاق على حلول ممكنة.

 

وعشية يوم التظاهر أصدر مكتب التربية في محافظة شبوة تعميما يقضي بصرف 50% من مرتبات شهري يوليو وأغسطس القادمين للمعلمين غير الأساسيين (البدائل) وهما ما تبقى من أشهر العطلة الصيفية لهذا العام.

 

لاقى هذا الاجراء قبولا لدى سالم وزملائه من المعلمين غير الأساسيين لكن لايزال السؤال قائما الى الان ودون اجابة " ماذا عن بقية المطالب؟