اخبار تقارير

لماذا يزداد تدفق المهاجرون الأفارقة إلى عدن؟

الأربعاء 24 أبريل 2019 10:45 مساءً عدن بوست - عبدالرحمن أنيس:

بالقرب من جولة القاهرة بمديرية الشيخ عثمان بعدن (جنوب البلاد)، يفترش الثلاثيني عبدي الأرض إلى جوار العشرات من زملائه المهاجرين الأفارقة.
وتعود أصول الشبان الأفارقة الذين قدموا عبر السواحل اليمنية، إلى مدينة عدن، من شعب “الأرومو” الأفريقي، بحسب عبدي الذي يتحدث العربية بصعوبة.
وتوقعت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، أن أعداد المهاجرين الواصلين إلى اليمن، وصلت إلى 150 ألف مهاجر، خلال العام 2017، رغم تفاقم الأزمة الإنسانية فيها.

إعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين تم القبض عليهم في عدن

لماذا يأتي المهاجرون إلى اليمن؟

وتدفقت أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة إلى مدينة عدن مؤخراً، الأمر الذي آثار التساؤلات لدى الكثيرين: كيف يأتي هؤلاء إلى بلد بشهد حرباً منذ 4 سنوات، ويعيش أغلب سكانه على حافة المجاعة؟ وهل سيتم استغلالهم كوقود لحرب لازالت تستعر في هذا البلد؟ ومن الذي يحضر هؤلاء إلى اليمن؟
ويجيب عبدي على هذه التساؤلات بالقول: “أنا وأقراني نريد المرور إلى المملكة العربية السعودية، في حال عدم تمكننا من إيجاد عمل في اليمن”، دون أن يوضح كيف يمكن أن يتم تهريبه من حدود السعودية التي بعضها في حالة حرب، والأخرى مغلقة أمنياً.
وتعد اليمن محطة رئيسية للمهاجرين القادمين من أفريقيا إلى دول الخليج الثرية، في وقت يستغل مهربو البشر الفوضى الناجمة عن الحرب، لتفادي التدقيق الأمني، بحسب منظمة الهجرة الدولية.
لكنهم يصطدمون، في الوقت الحالي، بواقع المواجهات العسكرية على الحدود اليمنية السعودية، وقليل منهم من ينجح في عبور الحدود اليمنية السعودية الممتدة على طول 2000 كيلومتر.
ويروي الثلاثيني اليمني محمود شمسان، القادم من السعودية، عبر طريق صعدة اليمنية الواقعة شمال العاصمة صنعاء، أنه شاهد أعداداً كبيرة من المهاجرين يمشون سيراً على الأقدام، باتجاه الحدود اليمنية السعودية، لكنه لا يعلم إن كانوا نجحوا في ذلك أم لا؟ مضيفاً لـ”المشاهد” أن خياماً كثيرة لعدد كبير من الأفارقة أغلبهم إثيوبيون، نصبت في نقطة حدودية بين مديرية منبه اليمنية الواقعة في محافظة صعدة، على الحدود مع السعودية، ومنطقة فيفا السعودية.

سجون عدن مكتظة بالمهاجرين

انتشار المهاجرين بهذه الكثافة، أثار ارتياب السلطات الأمنية في محافظة عدن، ما جعلها تقوم بحملة أمنية لضبطهم في 20 أبريل الجاري.
واحتجزت الشرطة في عدن 700 مهاجر أفريقي، وفق تصريحات المسؤولين في مركز شرطة مديرية الشيخ عثمان شمال مدينة عدن.
فيما احتجزت شرطة المنصورة 300 مهاجر أفريقي، بعد أن جرى تجميعهم من شوارع المديرية وأزقتها، إلى مبنى الشرطة.
وفي شرطة القاهرة تم احتجاز 430 مهاجراً أفريقياً، ليصل عدد المحتجزين في يوم واحد إلى 1430 محتجزاً، يتم إطعامهم وجبة واحدة فقط في اليوم، بعد توفيرها بصعوبة، بحسب إفادة أحد أفراد الشرطة هناك.
وعجزت السلطات الأمنية ذاتها في تحديد أماكن لاحتجاز هؤلاء المهاجرين، ومنحهم الطعام الكافي، بسبب عدم التنظيم المسبق لهذه الحملة.
المارون بجانب شرطة الشيخ عثمان يشاهدون الأفارقة وهم يعتلون سقف مبنى الشرطة، بعد أن ضاقت بهم طوابق المبنى الثلاثة.

 

مهاجرون أفارقة تم تجميهم في عدن تمهيدا لترحيلهم

ويقول مصدر في قسم شرطة القاهرة لـ”المشاهد”: “المهاجرون المحتجزون عطلوا عمل الشرطة، ولم يعد بإمكاننا استقبال قضايا المواطنين”.
واضطرت الشرطة إلى الاستعانة بمترجم لفهم لغة المهاجرين الأفارقة، فهم لا يتقنون العربية ولا الإنجليزية.
وينتقل الأفارقة عبر قوارب تهريب صغيرة، إلى سواحل إبين (جنوب اليمن) بعد تضييق الخناق عليهم في سواحل محافظتي حضرموت وشبوة (شرق اليمن).

هجرة غير شرعية

ترفض المنظمات الدولية العاملة في اليمن، التجاوب مع أسئلة الصحافة، إلا وفق روتين طويل يبدأ بمذكرة من الوسيلة الإعلامية إلى المنظمة، ويتم الرد عليها بعد أيام، إلا أن مصادر عاملة في المنظمات تفيد بأن مفوضية اللاجئين تعتبر نفسها غير معنية بالمهاجرين الأفارقة، كونهم لا تنطبق عليهم شروط اللجوء الإنساني، فهم قادمون من مناطق ليس فيها حرب، وبالتالي هم أقرب إلى توصيف المهاجرين غير الشرعيين منهم إلى اللاجئين.
وأسعف، مساء الأحد الماضي، 10 مهاجرين أفارقة من قسم شرطة القاهرة إلى مستشفى 22 مايو، بعد إصابتهم بإغماء، وفق ما أفاد مصدر طبي، مؤكداً أن أشخاصاً منهم مصابون بوباء الكوليرا.
وتضرب اليمن الموجة الثانية من وباء الكوليرا، متسببة بوفاة أكثر من 200 يمني، وإصابة أكثر من 100 ألف، منذ يناير حتى نهاية مارس الماضي، وفق منظمة الصحة العالمية.
ويعاني 16 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي، إذ يكافحون كل يوم لتوفير الطعام لأسرهم.
ويعاني أكثر من مليوني طفل يمني من سوء التغذية. ويموت طفل كل 10 دقائق لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك سوء التغذية وأمراض يقي منها التحصين. ويعزى نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لسوء التغذية الحاد، وفق ما نشره موقع الأمم المتحدة.