مهرجان المسرح المغاربي يثير الجدل في الجزائر بسبب إيحاءات "جنسية"
أثار العرض التونسي، “عمر وجوليات”، موجة احتجاج في أوساط جمهور وادي سوف جنوب الجزائر، حيث قالوا إنه يتضمن “إيحاءات جنسية وعبارات خادشة للحياء”. وغادرت بعض العائلات دار الثقافة “محمد الأمين العمودي” بعد دقائق من بدء المسرحية، المعروضة خارج المنافسة في مسابقة المهرجان المغاربي للمسرح. واستنكر المنسحبون إقدام إدارة المهرجان على عرضها بسبب ما قالوا إنه “التمادي في إظهار المفاتن وإبراز الجنس والإسراف من الخمر في بيئة محافظة (منطقة الوادي جنوب البلاد)، لم يسبق لها أن احتضنت عرضًا بهذه اللغة المسرحية”. وقال المخرج التونسي الطاهر عيسى بن العربي إنه “يتفهم حقيقة مغادرة بعض العائلات على قلّتها، من مشاهدة العرض المسرحي، وعلينا أن نحترم حرية هؤلاء المُنسحبين لأنهم شعروا في لحظةٍ ما أن المشاهد ليست مقبولة في منظورهم”. وتابع ابن العربي بحسب ما نقل عنه موقع ”إرم نيوز” أنّ “من غادر القاعة عددهم قليل إذا ما قارنّاهم بالجمهور الذي تفاعل مع العمل والممثلين الذين شدّوا الانتباه بتركيزهم على روعة الأداء وحضور الجسد، وعلينا إبراز أن العرض صدم كثيرين في تونس وقد كنت أتوقع ردود فعلٍ في أول خروج دولي له”. ويتفاخر المتحدث نفسه بكون العرض المسرحي يصنع الحدث محليًّا ودوليًّا لأنه “يواجه إرثًا قيميًّا، يهز شعور المتلقي، ويحول الممثل من إنسان عادي إلى موضوعٍ جماليّ، وأيضا يستشرف مستقبل تونس بافتراض وقائع مُحتملة الحدوث في قادم الفترات”. واستوحى كاتب النص الذي تولى بنفسه إخراجه على الخشبة، الفكرة الرئيسة من قصة “روميو وجوليات” لصاحبها البريطاني وليام شكسبير، مع تقديمها باللهجة التونسية المختلطة بمفردات فرنسية وإنكليزية في بعض الأحيان، وهي تتناول أوضاع البلاد التونسية بعد ثورة 14 يناير 2011 التي أطاحت بحكم زين العابدين بن علي. وحاولت المسرحية تلخيص الساحة المليئة بالتناقضات وافتراض تناحر الأديان والمعتقدات والدخول بحرب أهلية، والتناحر بين اللائكيين والإسلاميين، ولو أن النص قسّمهم إلى منسلخين ومتطرفين، حتى وصل إلى عرض إسقاطات على الواقع الأمني والسياسي وسمته اغتيال بعض الشخصيات وتهديدات تنظيم “داعش”. وبلغ العرض حوالي ساعتين، ما دفع البعض إلى انتقاد المدة التي كان يُمكن بحسبهم اختزالها إلى النصف بواسطة التخلي عن بعض المشاهد التي قُدمت من جهة أخرى في شكل دراماتورجيا تنهل من الفانتازيا أكثر ممّا هي عليه على الأرض. يُشار إلى أن هذه التظاهرة المسرحية -التي تحتضنها ولاية صحراوية جنوبية -تستضيف مسرحيات من الأردن ومصر والسودان والمغرب، وتخصص بعض فقرات البرنامج العام للمهرجان إلى ورش تدريبية حول التمثيل والإخراج والسينوغرافيا، إضافة إلى ندوات تُناقش راهن المسرح المغاربي وآفاق التعاون بين المسرحيين العرب.