شاعر يمني يرثي والده بقصيدة مؤثرة

رثى الشاعر والأديب اليمني احمد عباس والده بقصيدة مؤثرة نعيد في عدن بوست نشرها:

في وداع أبي

سبع وستون مرت كلها أمل
تركتها يا أبي تأتي وترتحل

قضيتها عاشقا للحب تزرعه
تحنو على أي شيء مسه الوجل

شعارك الصدق لم تأبه بتافهة
لم تجتذبك مغارات ولا فلل

وفطرة الله كانت فيك ماثلة
كأن آدم من سيماك ينتقل

يا أجود الناس في الدنيا وأحسنهم
عيني من كل طيف منك تكتحل

كالأنبياء نقاء في تعاملهم
بك المروءات تستغني وتعتزل

شفيت من كل داء مس أمتنا
ولم تصبك تفاهات ولا ملل

أحبك الله والأطفال كم سعدوا
بنور وجهك والأحضان والقبل

عهد الأساطير ولى يا أبي وغدا
زماننا اليوم عندي كله ملل

مثلت لي الخير في الدنيا برمتها
والشر في الناس مجبول ومحتمل

من ساعديك شربنا كل مكرمة
وفي محياك كانت ترتمي المقل

لم تحتمل أن ترى صنعاء مثقلة
أو أن ترى شعرها الوردي ينتحل

ماذا أقول وأهل الكهف قد وثبوا
أسمالهم في عيون الناس تشتعل

يمارسون غوايات قد إندثرت
ويبعثون طقوسا سنها زحل

لم أستطع أن أكون اليوم مشتركا
في موكب حفه الأملاك والعمل

أخبرتني قبل عام أنها سنة
يكون فيها الرحيل الحر والأجل

الآن خفت لأني صرت منكشفا
وكنت والله خلفي ذلك الجبل

شعور كل يتيم صار في جسدي
وفقد كل أب في الناس أحتمل

تبسماتك في قلبي أشاهدها
وصوتك السلسبيل العذب يبتهل

والله والله أني مؤمن سلفا
بأن مثلك في الجنات يحتفل

رسالة الله قد أديتها أبتي
وحقك اليوم أن تزهو بك الرسل

عهد علي بأن أحيا كما رسمت
أنامل المجد دربا سوف يكتمل

أحمد عباس