حقائق صادمة .. مصادر تكشف الدور المشبوه للمنظمات الدولية في اليمن وتواطؤها مع الحوثيين "تفاصيل مثيرة"

الاثنين 16 نوفمبر 2015 10:41 مساءً

تدور العديد من الشبهات والإتهامات حول دور المنظمات الدولية المتواجدة في اليمن خصوصا بعد سيطرة مليشيات الحوثي الإمامية على مفاصل الدولة وبعض محافظات الجمهورية اليمنية.


ففي الوقت الذي تدور حروبا داخلية طاحنة يتزعمها الحوثيون والمخلوع صالح يروح ضحيتها عشرات اليمنيين يوميا لم نرَ تلك المنظمات التي اعتدنا على بياناتها تنبس ببنت شفة طيلة الفترة الماضية أو حتى تصدر بيان إدانة واحد.


في المقابل غابت المنظمات الإغاثية عن مناطق الصراع الساخنة كمحافظتي تعز وعدن وكرست جهودها في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون كصنعاء وعمران وحجة وصعدة.


مواطنون تساءلوا وعبر "صعدة أونلاين" عن سياسة هذه المنظمات وعدم حياديتها في التعامل مع النازحين والمتضررين جراء النزاعات وعن غيابها بشكل كلي عن محافظة تعز التي تعاني من حصار خانق وغياب للأدوية والمواد الغذائية وتفشي للأمراض الوبائية كحمى الضنك وغيرها.


تسريح العاملين المناوئين للحوثي
في العام 2011م وبعد سيطرة مليشيات الحوثي الإمامية على محافظة صعدة بشكل كلي قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الإغاثة الإسلامية وبقية المنظمات بتسريح جميع الموظفين المناوئين للحوثيين نزولاً عند رغبتهم واستبدالهم بموظفين موالين للجماعة وأغلبهم من بيوت هاشمية.


وفي تواصل لـ"صعدة أونلاين" مع بعض المسرحين أوضحوا أن تلك المنظمات ألغت عقودهم بشكل مفاجئ تنفيذا لأوامر الحوثيين دون إعطائهم حقوق التسريح من الخدمة وإنهاء العقود بشكل مفاجئ.


وأضافوا أنه تم استبدالهم بأشخاص حوثيين ليعملوا في تلك المنظمات وتسيير شؤونها خدمة للجماعة وأتباع الجماعة في المحافظة بأكملها.


 وفي سياق متصل كشف موظف رفيع يعمل بمكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بصنعاء أن اللجنة خضعت لأوامر الحوثيين بعد سيطرتهم على العاصمة وأنهم يتلقون أوامرهم بشكل مباشر من الجماعة بل إن كل إمكانات اللجنة أصبحت خاضعة لتصرفاتهم ولا يصرفون أي شيء إلا بموافقتهم.


وأضاف إن اللجنة تعتبر المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون مناطق خضراء من الناحية الأمنية وأنها تقوم بالتوزيع تحت إشراف قيادات حوثية وفق كشوفات مرفوعة من قبلهم أيضا.


وقال "نلاحظ ان اللجنة لم تعد تعمل بحياد كما تدعي خلال النزاعات وأنها سخرت كافة إمكانياتها وأخضعتها لتصرفات الحوثيين بينما المناطق التي تعاني من الحروب كتعز رفضت التواجد فيها بحجة عدم استطاعتها الدخول لها.


كما كشف أن كافة شحنات الأدوية التي تصل إلى اللجنة عن طريق مطار صنعاء تتصرف فيها مليشيات الحوثي وتوزعها على المستشفيات التي يتعالج فيها أتباع الحوثي وفي المراكز الصحية الخاضعة لسيطرتهم.


وأوضح أن جميع فروع اللجنة يديرها اليوم أشخاص من الطبقة الهاشمية والذين تم ترشيحهم من قبل الحوثي لتولي هذه المناصب وتسيير شؤون اللجنة.


الحوثيون يقتلون موظفيها واللجنة تلتزم الصمت
صباح يوم الأربعاء الموافق 2-9-2015 م استهدف مسلحون حوثيون سيارتين تقل 4 من الافراد العاملين لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر عند نقطة تفتيش تابعة بمنطقة حوث (عجمر) محافظة عمران في تمام الساعة العاشرة والنصف تقريبا وأطلقوا النار عليهم أثناء نزولهم لمعالجة جرحى حوثيين .


شهود عيان أفادوا أن أحد مسلحي النقطة الحوثية ويدعى "أشرف حسن زليط" باشر إطلاق الرصاص الحي على إحدى السيارتين مما أسفر عن مقتل الدكتور عبدالكريم غازي و الذي يعمل كطبيب لدى دائرة التعاون في بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعاصمة صنعاء، واصابة السائق محمد الحكمي بجروح خطيرة توفي على اثرها في احد مستشفيات مدينة خمر التابع لمنظمة اطباء بلا حدود، بعد نقله إليها للعلاج.


غير أن اللجنة أصدرت بيانا خجولا إزاء هذه الحادثة ولم تتجرأ على نسب القاتل إلى جماعة الحوثي بل وصفته بشخص مسلح فقط .


الأسر الهاشمية تدير المنظمات الدولية
أما في صعدة فقد انتقلت المنظمات منها إلى عمران وصنعاء ولم يتبقَ إلا المجلس الدانماركي والذي سمح له بالعمل بعد قبوله بشروط جماعة الحوثي , وفقا لأحد الموظفين الذين يعمل معهم.


وقال إن من يدير المكتب أشخاص حوثيين من بيتي العماد والشامي الهاشميين.


منظمة أطباء بلا حدود تشارك أيضا في التواطؤ مع مليشيات الحوثي والذي يتواجد رئيسها الفرنسي في اليمن ورفض الخروج عملت على تقديم كافة الخدمات للحوثيين في المحافظات التي يسيطرون عليها.


كما أن هذه المنظمة لم تصدر أي بيان إدانة لجرائم الحوثي ومجازره التي يرتكبها كل يوم في تعز ومن قبل في عدن وبقية المحافظات التي غزتها المليشيات.


الموظفون ”الدواعش“
أما منظمة الإغاثة الإسلامية فقد سرحت قبل أشهر بعض المدراء والإدرايين واستبدلتهم بعناصر حوثية خصوصا في محافظة عمران, وفقا لموظف رفيع بالمنظمة .


وصرح لـ"صعدة أونلاين" بأن المنظمة لا تصرف مواد غذائية إلا للنازحين الحوثيين أو الموالين لهم بناءً على توجيهات حوثية و وفقا لكشوفات الأسماء التي رفعتها الجماعة.


وقال إن الحوثيين استبدلوا من يطلقون عليهم "الدواعش" أي المناوئين لهم بأشخاص من أسر هاشمية باتت تسير شؤون المنظمة وتتحكم في كافة إمكانياتها.


الحوثيون ينهبون المواد الغذائية بتواطؤ من برنامج الغذاء العالمي


من جهة أخرى كشف أحد أبناء صعدة أن برنامج الغذاء العالمي قدم قبل عشرة أيام 120 ألف سلة غذائية لتوزيعها  على الطلاب والطالبات الفقراء بصعدة وقام بتسليمها للقيادي الحوثي حمود الأخرم مدير عام إدارة التغذية المدرسية بوزارة التربية دون إشراف مباشر من قبل إدارة برنامج الغذاء.


وأوضح أن الأخرم رفض توزيعها للطلاب بحجة وجود أوامر من عبدالملك الحوثي وقاموا بتخزينها في مباني كلية العلوم بصعدة حتى يتم صرفها لأتباعهم.


وقال إن هذا يعد تواطئا واضحا من قبل برنامج الغذاء العالمي كونه يعرف هذه الحادثة ورفض التدخل أو إجبار الحوثيين على توزيعها.


ونوه إلى أن طيران التحالف قام بقصف مبنى الكلية أثناء تواجد أطقم حوثية في المبنى بغية توزيع المواد الغذائية قبل أسبوع تقريبا .


وفي الأخير فإن دور المنظمات الدولية في اليمن الإغاثية والحقوقية يظل مشبوها وتدور حوله عشرات التساؤلات والإستفهامات التي تبحث عن إجابات من قبل هذه المنظمات.