تقرير حقوقي : 830 طفل سقطوا بين قتيل وجريح في تعز جراء الحرب
كشف تقرير حقوقي صدر اليوم الأحد عن سقوط (830) طفل بين قتيل وجريح جراء الحرب التي تشنها مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على مدينة تعز منذ ما يقارب سبعة أشهر.
وأشار التقرير الذي أصدره مجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني بتعز في مؤتمر صحفي بتعز أن الحرب والحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي وصالح على مدينة تعز تسبب بإصابة 3 ألف وأربعمائة طفل بمرض حمى الضنك القاتل.
واكدت المحامية والناشطة اشراق المقطري في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمدرسة نعمة رسام بمدينة تعزأن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحق الأطفال في تعز تمت خلال الفترة من 15مارس وحتى 30 سبتمبر 2015م والتي تنوعت بين قتل وإصابة واختطاف وتشريد وحرمان من التعليم ومنع وصول العلاج والغذاء والماء اليهم.
وقالت المقطري "أن الأرقام والإحصائيات التي اوردها التقرير تؤكد أن (194) طفل يمني قتلوا على يد مليشيا الحوثي وصالح بمدينة تعز بينهم (104) ذكور و(51) إناث، في حين قتل 63 طفل أخرين في قصف لطيران التحالف العربي أثناء استهدافه تجمعات ومواقع المليشيا في الأحياء الواقعة تحت سيطرتها والتي تستخدم ساكنيها دروعاً بشرية امام ضربات قوات التحالف".
واضافت: "بلغ عدد الأطفال الذين قتلوا برصاص قناصة ميليشيات الحوثي (38) طفلاً بينهم (33) ذكور و(5) إناث طبقاً للتقارير الطبية الصادرة عن المستشفيات التي أسعفوا إليها".
وطبقاً للمقطري فإن تقارير طبية تشير إلى أن ثلاث طفلات بينهن طفلتين من اسرة واحدة توفين نتيجة الخوف والفزع الذي أثارته منصات صواريخ الكاتيوشا ومدافع الهوزر القريبة من مقرات سكنهن في منطقة الحوبان شرق مدينة تعز.
وقال التقرير" أن فريق الرصد الميداني رصد (635) حالة إصابة تعرض لها أطفال في مدينة تعز ، بينهم (405) طفلاً أصيبوا جراء القصف المتعمد للأحياء السكنية من قبل المليشيا الانقلابية، و18 طفل مصاب بقصف لطيران التحالف على مواقع وتجمعات الميليشيات شمال وغرب المدينة".
وتحدث التقرير عن احتلال المليشيا بعض المنازل والمدارس وغيرها من المرافق الخدمية والمنشآت الحيوية في مناطق سيطرتها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية فضلا عن تخزين كميات هائلة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بداخلها مما جعلها عرضة لقصف طيران التحالف العربي.
وتطرق التقرير إلى الانتهاكات النفسية والمعنوية التي يعاني منها اطفال تعز بسبب هذه الحرب، حيث قال: "يعيش الأطفال في محافظة تعز وضعاً نفسياً صعباً نتيجة أعمال العنف المفرط ونتيجة لأعمال القتل والجرائم المشهودة حيث لا يمر يوم دون أن يكون هناك قتل أو دمار.
واشار الى أن هناك أطفال فقدوا أسرهم بالكامل وهناك ما لايقل عن 10 الف طفل فقد والدته ووالده في الحرب و2300 طفل فقدوا اخوتهم وهناك من دمرت منازلهم وأصبحوا في الشارع واخرين يعيشون حالة رعب مستمر وخوف وقلق واضطرابات نفسية يعيشها أطفال تعز .
ولفت التقرير إلى وجود عشرات الأطفال مصابين بإعاقات دائمة، وخاصة أولئك الذين بترت اطرافهم أو أصيب بتشوهات جسدية جعلتهم يعيشون وضعاً نفسياً صعباً وكل هذه الانتهاكات والأعمال ترتقي إلى جسيمة بحق الطفولة في تعز.
وطالب التقرير بإيقاف أسلحة الموت اليومية التي تمارسها جماعة الحوثي وقوات صالح بحق أطفال تعز, ومعاقبة القتلة وتتبعهم وضمان عدم افلاتهم من افعالهم الاجرامية العمدية وتعويض الاطفال الضحايا وعلاج الجرحى خصوصا الذين بحاجة لتدخل جراحي متقدم...داعياً إلى فك الحصار المشين الذي ترتكبه هذه الجماعة بحق أطفال تعز وبقية المدنيين حتى وصل الحال لمنعهم من الماء الذي يعد أساس الحياة.
وشدد على ضرورة فتح تحقيق عاجل وشفاف في تلك الانتهاكات وعدم ترك مرتكبيها لما له من نتائج كارثية على المجتمع، داعياً كافة الأطراف إلى تجنيب الأطفال والمدنيين ويلات الحروب وعدم اقحامهم في اي نزاعات مسلحة.