إدانات واسعة لتهديد مدير مكتب "الجزيرة" في صنعاء بالقتل
تلقى الزميل سعيد ثابت مدير مكتب الجزيرة ووكيل أول نقابة الصحافيين في اليمن، أمس الأول، تهديدا بالتصفية الجسدية عبر مكالمة هاتفية من مجهول، حسبما أعلنت وسائل إعلام يمنية أمس، وسط ترجيح نشطاء وعاملين بالمجال الإعلامي اليمني أنها جاءت من ميلشيات جماعة الحوثي صاحبة الانتهاكات الواسعة بحق وسائل الإعلام، ما اعتبر انتهاكا جديدا لحرية التعبير والإعلام.
وتتعرض قناة «الجزيرة» لحملة تحريض واسعة من جانب الحوثيين، كان أبرزها تنظيم الحوثيين لوقفة أمام وزارة الإعلام للمطالبة بإغلاق مكتبها بصنعاء على خلفية تغطية ما يجري في اليمن.
ومن جانبها، دانت نقابة الصحافيين اليمنيين تهديد وكيلها الأول ومدير مكتب قناة الجزيرة في اليمن سعيد ثابت سعيد، من قبل مجهول.
ووصفت النقابة، في بيان لها أمس، هذه التهديدات بالخطيرة التي تأتي في إطار جو عام معادٍ للحريات وفي ظل تحريض ضد العاملين في هذا المجال.
ودعت النقابة النيابة العامة ووزارة الداخلية للتحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات السريعة للقبض على الجاني ومعاقبته، محملة الجهات الأمنية والقوى التي قالت: إنها تفرض وجود الأمر الواقع على الأرض (في إشارة لجماعة الحوثي) مسؤولية حماية الزميل سعيد ثابت وكافة أفراد أسرته.
وعبرت النقابة عن قلقها من أن يلحق الزميل سعيد أي أذى خصوصاً وقد سبق هذا الاعتداء حالات اعتداء سابقة، داعية كل القوى إلى الكف عن التعامل المعادي تجاه وسائل الإعلام وعدم الزج به في الصراعات السياسية وجولات العنف.
وكانت مؤسسة «حرية» للحقوق والحريات قد رصدت 359 حالة انتهاك تعرض لها صحافيون وإعلاميون ووسائل إعلامية مختلفة في اليمن خلال العام 2014.
وتوزعت هذه الحالات على 11 نوعا من أنواع الانتهاكات وتقف وراءها 8 جهات، تأتي في مقدمة هذه الجهات الجماعات المسلحة.
وأوضحت مؤسسة حرية، في تقريرها، أن الانتهاكات بحق إعلاميين ومؤسسات إعلامية زادت وتفاقمت خلال سنة 2014 من حيث العدد ومن حيث النوع والمخاطر مقارنة بانتهاكات السنة السابقة 2013 وكشفت أن حرية الصحافة في اليمن «تواجه خطرا محدقا» في الوقت الراهن.
وتعرضت مقرات إعلامية وصحافيون لاعتداءات وتهديدات خلال 2014 وامتدت للعام الجاري، وكان أبرز من قام بها مليشيا جماعة الحوثيين، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام، قال الزميل سعيد ثابت: إن مجهولاً اتصل به وقال له: إن عمله في «الجزيرة» يخدم الأعداء، مضيفا أنها «ليست المرة الأولى التي أتلقى فيها تهديدات، وما حصل لي هو في سياق ضرب حرية الإعلام، وبالتأكيد هذا الأمر لا يخيفني».
تابع مدير مكتب الجزيرة «الجهة التي هددتني تخاف من الحقيقة، وتأتي في ظل وضع ومناخ إعلامي سيئ، ولن نتوقف عن التغطية، والعمل الإعلامي سيستمر بنا أو بغيرنا».
وقال: «العصابات منتشرة، والسلطة غائبة والحكومة غير موجودة، نحن الصحافيين اليمنيين نعيش في بيئة خطرة، لكنني أؤكد أن هذه التهديدات لا تخيفني». وسعيد ثابت هو وكيل أول في نقابة الصحافيين اليمنيين، وعينته إدارة الجزيرة في يوليو عام 2010 مديراً لمكتبها في اليمن، وعمل سابقاً مديراً لمكتب صحيفة «المستقلة» اللندنية، ومراسلاً لوكالة «قدس برس» الدولية بصنعاء.
وحمل إعلاميون ونشطاء الأجهزة الأمنية، وسلطة الأمر الواقع ممثلة بجماعة الحوثي، مسؤولية ما قد يتعرض له ثابت، من أخطار، هو وأفراد أسرته، والعاملين في مكتب شبكة الجزيرة.
وعبر الناشطون والصحافيون والمثقفون عن إدانتهم الكاملة، لتلك التهديدات، وكل ما يتعرض له العاملون في الحقل الإعلامي من انتهاكات جسيمة، منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات عدة.
وعلى موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تضامن عدد من النشطاء والإعلاميين من اليمن وجميع أنحاء الوطن العربي مع الزميل سعيد ثابت، وقال الدكتور أحمد موفق زيدان: «خفافيش الظلام الذين هددوا الأخ العزيز والزميل سعيد ثابت مدير مكتب شبكة الجزيرة باليمن هم من اختطفوا حرية اليمن، لكم الْخِزْي في الدارين»، وقال الراصد اليمني: «أعلن تضامني الكامل مع الأستاذ سعيد ثابت سعيد مدير مكتب الجزيرة باليمن وأنا ضد إسكات الحقيقة».
وقال حمود عقلان: «كل التضامن مع الأستاذ القدير سعيد ثابت مدير مكتب قناة الجزيرة باليمن لما يتعرض له من تهديد بالتصفية»، وقال عبده الصمدي: «التضامن الكامل مع روح الكلمة الحرة الأستاذ سعيد ثابت سعيد مدير مكتب الجزيرة باليمن».
ومن جانبه قال علي السعدني: «تضامني الكامل مع أستاذي العزيز الحر سعيد ثابت مدير مكتب قناة الجزيرة باليمن والذي تلقى تهديدا بالتصفية الجسدية»، وقال حارث حميد: «الأستاذ سعيد ثابت مدير مكتب قناة الجزيرة باليمن يتلقى تهديدا بالتصفية الجسدية كل ذلك من أجل إيقاف الصوت الحر».
وإزاء مواقفها الثابتة من دعم حرية الصحافة والصحافيين، تؤكد «العرب» على تضامنها الكامل مع الزميل سعيد ثابت، وتدعو إلى إبعاد وسائل الإعلام دائما عن الصراعات السياسية والتهديدات والتصفيات.
المصدر: العرب القطرية